عبد الحسين الظالمي
القيد الاول..قراني (يا ايها الذين امنوا اذا جائكم فاسق بنبأ.. فاتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة ).
القيد الثاني اخلاقي( بين الحق والباطل اربع اصابع).
القيد الثالث مهني ( يبنى القرار ليكون صحيحا على المعلومات والمقدمات الصحيحة ) .
القيد الرابع وعي ( سلاح الفاسقين التسقيط والاتهام بدون حق فلا تكن للفاسقين ظهيرا من حيث تعلم او لاتعلم ) .
القيد الخامس عدل ( حاكم الناس على مواقفهم مثلما تحب ان تحاكم ).
القيد السادس واقعي ( العمل الميداني يختلف عن التنظير ، ضع نفسك في وسط الساحة وقترح ما تراه مناسبا وفق ما متاح ).
القيد السابع منهجي ( تارة العقل الجمعي كالرعاع ينعقون مع كل ناعق فلا تجعل نفسك مع الناعقين اعمل بتكليفك لتصحيح المسار ).
القيد الثامن مصداقي ( خطأ الاخرين ليس مبررا لك على ارتكاب الخطأ مهما شاع وتسع ).
القيود اعلاه وربما هناك العشرات منها لايسمح المجال لذكرها ، اغلبها ركنت على الرف واصبحنا نعيش فوضى في القرار والمعلومة والموقف والحكم .
نتيجة تطور وسائل التواصل والتعبير عن الراي والذي كان لفتره قريبة محصور فقط في النخب المختارة والتي تمكنها الظروف والوسائل من ابداء الراي بشكل عام من حيث سعة الانتشار والسرعة والقيود المفروضة ( الفلاتر) .
اما اليوم فقد اصبح كل شىء مباح وبسرعة عالية جدا ، ابسط انسان وفي ابعد نقطة يمكن ان يسجل رايه ويبثة وينشره ليصل بسرعة البرق لمساحة واسعة بغض النظر عن اهيمته وضرره
ومحتواه وربما يعمل منه خبرا او اشاعة، يقوم بذلك حتى من لا يجيد القراءة والكتابة ولا يعرف من التحليل شىء ومن قواعد الكتابة اصل او قانون وربما يكون بعيدا عن مصدر الخبر ولكنه يصور ذلك كذبا .
يوميا عشرات القنوات والالف الصفحات على التواصل الاجتماعي والمواقع تعصف عقول الناس وهي بالحقيقة كلا يغني على ليلى ويدعي بها الوصال ، ويدعي الحق والصدق وغيره الباطل .
سوى بجهل كان او ضعف وركة او بقصد وسوء نية لذلك نرى ونسمع يوميا كما كبير ا من الاخباروالمعلومات يصل فيها التلفيق والكذب والتحريف وعدم مراعاة المهنية الى نسب عالية جدا ناهيك عن النرجسية وتجذر الانا وادعاء الصواب والعمل على الغاء الاخر بمجرد الاختلاف وتقويلة ما لم يقل . قليل جدا من يقف ويسال نفسه وعقلة ويفلتر اي معلومة تصل الية قبل ان يكون ناقلا لها والكارثة ان خاصية ( الكوبي بيست ) اصبحت من ابسط الامور رغم انها مسؤولية كبيرة جدا خصوصا
قبل عرضها على العقل والمنطق ( حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له ) والسؤال هنا كم مرة تجردنا من عقولنا ونحن ننقل كلام
من هذا النوع ؟.
والغريب ان هذه الامكانيات مكنت البعض من اعمال يصعب عليك تكذيبها لانها اعدت بحترافيه عالية . نشاهد فديوات .. ونقرء اخبار
ونرى صور تبدو كانها الحقيقة ولكنها ابعد ماتكون عن الحقيقة لذلك نرى اغلب مواقف البعض مبنية على معلومات او تحليل او خبر
لم يعرضها على عقله او عقل من هو اكثر معرفة منه ، اذ اصبح المواطن البسيط يجيب بدل الطبيب والمتعلم على سبيل نجاة يجيب قبل الخبير وربما يسفهه . وهلما جرى .وصل الحال الى مؤسسات نقرء عنها خبرا وسرعان ما يتبعه تكذيب للخبر انه لم يصدر منها ، لذلك ترانا يوميا نقترب للفوضى اكثر من قربنا للحقيقة
ومثلما كان من الصعب الوصول الى الحقيقة اصبحت الان المهمة اكثر تعقيد وهي كيف تفرز
وتستكشف الحقيقة من بين الالف الصور التي وصلت اليك عنها . لذلك عليك ان تقرء وتقف الف مرة قبل ان تجعل ماقرءته في سجل اعمالك لتصيب قوما بجهالة او تشاركهم في التظليل .
اللهم ارنا الحق حقا .. ويسر لنا اتباعه ...
للتنويه .....
المقال رصد لظاهرة عامة وليس المقصود شخص او جهه معينة .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha