عبد الحسين الظالمي
وماهي عيوبها...؟وهل الشعبوية هي البديل ؟.
مرت البشرية على مر العصور بجملة من انظمة الحكم ونظم الادارة وتعددت وختلفت بختلاف الزمان والمكان ونوع الشعوب ومستوى تحضرها وثقافتها فمن الامبراطورية الى الملكية الى الجمهورية وفي تصنيف اخر ديكتاتورية وديمقراطية ونظام حكم مركزي او كونفدرالي او فيدرالي ( نظام حكم وادارة)وقد تتداخل الانظمة وجمعت بين شكلين من الانظمة مثلا جمهوري وبرلماني او ملكي ولدية برلمان او مجلس شعب وهكذا ومع كل فترة زمنية تتطور الانظمة لتكون اكثر ملائمة لحاجة الشعوب من خلال معالجة العيوب وتطور وعي الشعوب ومعرفتها بالنظم الحكم فيما تنزوي او تنقرض انظمة اخرى.رغم وجود العيوب الكبيرة في فيما بقى من الانظمة .
اكثر الانظمة وجودا الان والتي تحكم العالم هي النظام الديكاتوري سواء كان فردي شخصي او فردي حزبي والنظام الديمقراطي والاخير هو اكثر شيوعا من الاول واكثر الشعوب الان سوى كان نظامها ملكي او جمهوري تعتمد على الجمع بين مزايا النظامين فهي اما رئاسي او برلماني والفارق يكمن في توزيع الصلاحيات الممنوحة بين السلطتين او ملكية ولديها برلمان او مجلس .
ما يهمنا من هذه المقدمة هو النظام الديمقراطي سواء كان الرئاسي او البرلماني
ازدهرت الديمقراطية بعد الثورة الصناعية وتنحصر فترة ازدهارها في القرن العشرين في عقد الاربعينيات وبعد الحرب العالمية الثانية وكانت عشرة فقط اغلبها في اوربا وامريكا والديمقراطية تعني ان الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال ممثلين عنه يتم انتخابهم من قبله يمثلون مصالحه ويبقى الشعب هو مصدر السلطات. تعود له هذه السلطة بعد كل دورة انتخابية اغلبها (اربع سنوات او ست سنوا )
والسوال الذي يطرح نفسة الان هل هذا النظام صالح لكل الشعوب وماهي عيوبه؟ لقد طبل لديمقراطية كثيرا نتيجة مأسي الديكتاتورية والتفرد بالحكم لذلك سعت الشعوب للتخلص من الفردية الشخصية (الملك او الرئيس او الامبراطور) او الفردية الحزبية (حزب البعث، الحزب الشيوعي، الحزب النازي) لتنتقل الى النظام الديمقراطي الرئاسي او البرلماني ومع مرور الزمن وتطور وسائل المعرفة والثورة المعرفية التي اجتاحت المعمورة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيل ميديا) برزت ظاهرة الشعبوية (وهي غير معنى الشعوبية)
ففي الديمقراطية الشعب يقول انا مصدر السلطات وانا من انتخب ممثلين عني يتولون اقرار ماله علاقة بمصيريومصالحي ولكن هذا الامرينتهي بوصول الممثل النائب للبرلمان او للحكومة ويترك الاخير يتصرف بمايرى وبما يرى حزبة او جماعته اوكتلته او مصالحة وكثير من قرارته تراعي وضع الدولة وليس وضع الانسان(الناخب)، فعند اتخاذ قرار اقتصادي او قانون انما يراعي الوضع الاقتصادي للدولة وليس الانسان وتاثير ذلك علية وعلى مصالحة الخاصة وهل يزيد من فقرة هل يعقد مشكلته او يساعد في حلها ومع وجود الوضع الذاتي للمشرع وميوله ورغباته وربما فسادة حاكم كان او مشرع، وهذا يعد اكبر عيوب الديمقراطية بالاضافة الى الجهل الشعبي والتزوير في الانتخابات ونوع النظام الانتخابي المعتمد وقوانين اخرى مرتبطة منها قانون الاحزاب وقانون الجهة التي تنظم الانتخابات وتدخل المال السياسي واثار الماضي للشعوب وامور اخرى،
كل ذلك ساعد في بروز عيوب كبيرة في التطبيق على ارض الواقع مما ادى الى بروز تحول جديد وهو ظاهرة الشعبوية والتي تعني ان الانسان يقول (انا مصدر السلطة وليس الحاكم او البرلمان وانا وحدي من يقرر مصيري فلم يعد الحاكم او البرلمان يمثلني مثل ماريد وتتطلب مصالحي فقد فشلوا في ذلك فهل عليه ان اصبر اربع سنوات وماذا لو تكرر المشهد ؟ واليات التصحيح المتاحة غير سهلة وغير ميسرة فماذا افعل) ؟
النظام الديمقراطي له اليات تحكمه وفيها عيوب وقد بانت واضحة سواء كان النظام رئاسي او برلماني، فدرالي او اتحادي، ولكن السؤال الكبير ماهي اليات الشعبوية هذه الظاهرة التي انتشرت في اوربا ولكنها اكثروضوحا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية او الشرق اوسطية لفشل تطبيق الديمقراطية فيها للاسباب التي ذكرت اعلاه وخصوصا في العراق والتي يتحملها الشعب من جهه والممثل من جهة اخرى (سواء كان حاكم اومشر ).
لازلت الشعوبية ظاهرة صوتية ( مجموعة من الشعب تنادي بحقوقها المسلوبة وجدت نفسها معزولة عن النظام وخطاب النظام السياسي في وداي وهي في وادي ) ولكنها لازلت بدون بلورة للاليات وطرق تنفيذ تلك المصالح فهل الانسان الموجود في الشارع هو من يشرع وهو من يحكم حتى يصبح فعلا هو مصدر السلطات ام يعود الى نظام التمثيل والنيابة وبالتالي يعود الى النظام الديمقراطي وهو الذي انتقده وخرج ضده تحت اي مبرر كان فساد او فشل او ضعف اوعيوب في نفس النظام ام قلت وعي شعبي وفشل في الاختيار ام من خلال تزوير ارادة الناخب وحرفها عن غايتها وفي حالة انتصر في التغير فمن يمنع خروج غيره بنفس العلة لان اي نظام بالكون لايمكن ان يرضي الجميع (رضا الناس غاية لاتدرك ) خصوصا مع علمنا بعدم وجود انسان معصوم ومنزه من الخطاء والميول الشخصية الا ما رحم ربي وكيف نفصل بين اصحاب المطالب الحقة واصحاب المقاصد الفاسدة المتضررة من نفس النظام وهي جزء منه ؟ وكيف ينقل ذلك من التنظير الى الواقع الذي ربما تحاصره امور اخرى.
الخلاصة هل نحو امام ثورة اخرى تعقب ثورة الديمقراطية لتكون الشعبوية هي البديل وهي المنقذ؟ ويبقى السؤال الاهم ماهي أليات واطر التنفيذ ليكون الانسان هو صاحب السلطة حقا في تقرير مصيرة ام ذلك ضرب من خيال؟ ومزيد من الضحايا ودمار وفوضى والنتيجة نفس الطاس ونفس الحمام؟.
لنعيش الواقع الذي صورة القران ( كلما دخلت امة لعنة اختها ).
للموضوع تتممة
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha