عبد الحسين الظالمي ||
كلما اتصور ذلك المشهد الرهيب والرتل الطويل لمجموعة كبيرة من الشباب العراقي والذي قادهم قدرهم ان يكونون جنود في ذلك المكان والزمان وهم يساقون الى حتفهم، اشعر ان هناك خلل ما ليس في الحكم او السياسة بل في الانسانية والقيم والتقاليد والاعراف.
فلو كان حكم قتل هؤلاء قد صدر من حاكم ظالم لكان الامر هين و لو صدر حكم القتل من منظمة ارهابية او متطرفة او عصابة مجرمة لهان الامر .
اما ان يصدر من شيوخ عشائر يضعون العقال العربي على رؤسهم ويدعون انهم ابناء اصل وفصل فذلك ما يجعلني اشعر اننا في زمان تغيرت فية الاخلاق والتقاليد والاعراف وسواني العشائر وشيمة الرجال والبخت الذي يتباهى به من يضع نفسة كبيرا على قومه.
تشير المعلومات والتحقيقات المؤكد ان الجنود المتواجدين في معسكر سبايكر تم خداعهم قبل دخول داعش مدينة تكريت بعد ان وعدوا بانهم سوف ينقلون الى منطقة يمكن من خلالها نقلهم الى بغداد ومن ثم الى اهلهم وبدل ان ينقلون الى مكان النقل المقصود تم سوقهم الى القصورالرئاسية في تكريت وعقد اجتماع بين عشائر تكريت (العشائر معروفة ومشخصة) للنظر في مصير الجنود والذي يبلغ عددهم اكثر من ٢٠٠٠ او قريب من هذا العدد، وفعلا اجتمعت العشائر ودار الحديث حول مصير بشر عراقي شباب لهم اهل وعوائل وعشائر وقد خلص النقاش الى رأيين قسم يقول ساوموا عليهم الحكومة في بغداد بطلاق بعض السجناء لتلك المناطق والفريق الاخر يقول بل هولاء ثار ابو (عدي) وهنا تسكب العبرات شيوخ عشائر يقرون ذبح ٢٠٠٠ شاب ثار ابو عدي وقد انتصر راي هذا الفريق وتم تقسيم الجنود على العشائر لتبدأ المجزرة والكل يتفاخر بعدد الذي ذبحهم.
والغريب في الامر ان حتى هذا الراي (اصحاب الثار) يسألون الضحية هل انت سني ام شيعي؟ ظاهرا القصد كان ثائرا طائفيا من شباب ربما البعض منهم لازال لايعرف الصلاة.
والسوال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لشيخ يدعي انه شيخ عربي مسلم يتفاخر بتقاليد العروبة وهو امام اناس شباب بعمر ابنائه، فهم اما دخلاء والعربي يحمي الدخيل ويفداه بروحه واهلة، واما اسرى والاسير معروفه حقوقة عند العرب واهل الحظ والبخت ؟.
وهل يجوز لصاحب الحظ والبخت ان يقتل انسان بجريرة غيرة فكيف اذا كان القتل لهذا العدد الكبير وبهذه الطريقة التي حتى كلمة همجية قليلة بوصفها .
كيف يمكن لمن شارك في اتخاذ القرار ان ياكل ويشرب او ينام وكيف يسمي نفسه عربي مسلم ويصف نفسه بالشيخ فلان ابن علان؟.
المجرمون الحقيقيون ليس من اطلق النارعلى الجنود ورماهم في النهر او دفنهم احياء المجرم الحقيقي من ساهم باتخاذ القرار ومن حضر ومن سمع فسكت كل هولاء شركاء في القتل الجماعي ويجب ان يكون حسابهم اشد قسوة من الذين نفذوا المجزرة.
لان الذي اتخذ القرار يدعي انه صاحب شيمة واصل وفصل وتاريخ لانه ينسب نفسه الى شيوخ عشائر العراق فاين اخلاق واعراف المشيخة ؟
ام ان الاخلاق ذهبت ذهاب الرجولة والشرف ؟
جريمة سبايكر جريمة اخلاق قبل ان تكون جريمة قتل عمد جماعي من قبل اشخاص لا يحق لهم اصدارقرار بهذا المستوى الذي يهدد السلم الاهلي والتكوين الاجتماعي والاعراف والتقاليد.
نسمع تم اللقاء القبض على فلان الذي شارك في القتل والتنفيذ ولم نسمع عن الذين اصدروا القرار او ساهموا في اصدارة سواء كانوا من الفريق الاول الذي طالب بجعل الجنود فدية ومساومة او الفريق الاخر الذي جعل دماء وحياة ومصير هؤلاء ثائرا للمسخ المقبور.
دماء شباب اسبايكر ومظلوميتهم سوف تلاحق كل من ساهم ونفذ وسمع ورضى وفرح وتباهى وساهم ولو بكلمة في اصدار قرار الاعدام وكل من تجاهل او قصر او تهاون في احقاق العدالة وانصاف الضحايا واهلهم وذويهم.
واذا كان قتل البشر بدون ذنب جريمة فما بالك بمن ساهم وشارك في اعدام اكثر من ٢٠٠٠ شاب بعمر الزهور ولا يطلع احد ويقول ان داعش هي من اعدمت شباب اسبايكر الوقائع تقول خلاف ذلك والشاهد من اهل البيت.
واخيرا نقول الحق ياخذ ولا يعطى وذا عجز اصحاب الحق من المطالبة بحقهم، فالله فوق الكل وهو احكم الحاكمين.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha