مازن البعيجي ||
بزغ فجر المرجع الكبير روح الله الخميني العظيم قدس سره في النجف الاشرف حيث لا تكنلوجيا اليوم ولا عالم الإتصالات السريع والموبايل ولا غيره ، عدى الراديو الوسيلة التي تنقل الأخبار بشكل متقطع عن تحركات الإمام الخميني .. حيث يتابع بعض المؤمنين وعشاق الحوزة العلمية أخبارها ومنه ينطلقون في احاديثهم البعيدة عن عيون الدولة والبوليس وجواسيس البعث الكافر .
وبدأت تلوح بالأفق حرب صار الإعلام يهيأ لها بين العراق وإيران بدفع من أمريكا ومساندة دول الخليج التي تغط بالعمالة لأمريكا ووقفت مع صدام بكل جهدها تحاول تفادي إستكمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة انتصارها الذي اذهل المخابرات الأمريكية والصهيونية العالمية .
منتظر من الشباب المتدين يسكن أحد قرى الجنوب العراقي وهو أحد عشاق الثورة الإسلامية الإيرانية ومن المسرورين بأنتصارها ، حيث ذلك السرور يخبر عن عمق بصيرة ووعي وأن تلك القلوب التي دخلها الفرح تريد للأسلام المحمدي الأصيل الحسيني الأنتشار وان تسود قوانين الله تبارك وتعالى .
وهذا الشعور شرف المؤمن وكرامته من الله حيث من عليه بهوى وغرام الإسلام لأن الإسلام " قرة عين كل مؤمن " ، فبدأت إيران تحتفل بسقوط الشاه عميل أمريكا ، وبدأ البعث وجيش العراق يتهيأ لشن الحرب على إيران بأوامر أمريكية اعرفها بها صدام نفسه وموثق الاعتراف على موقع اليوتيوب ، وبدأ الاعلان عن طلب التحاق المواليد التي تصلح للخدمة العسكرية ومن ضمن تلك المواليد كان المؤمن منتظر الشاب الولائي والتقي والورع والذي يعرف حدود الله تعالى وحجم الوقوف بوجه مثل الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة والتي تعد خطيئة عظمى وذنب دونه الموت!
حاول الألتحاق على أمل أن لا يكون ضمن الصفوف الأولى في القتال المباشر للجيش الإيراني لكن سرعان ما ندم وتخاذل عن هذه الخطوة ، في وقت كان من يرفض الذهاب للجيش فوراً يعدم أمام أهله وأولاده ويؤخذ من أهله ثمن الأطلاقات التي ترمى عليه لتقتلهُ!
فصار منتظر في موقف كموقف الحر ، والحر كان معذورا لأنه يرى المعصوم أمامه ليمنحه اندفاع وشرعية وطمأنينة ، لكن مهدي عشق الإسلام والعترة واهل البيت والعماء ومحمد باقر الصدر الذي كان قاطعاً في توصيف البعث حيث قال ( لو تبعث اصبعي لقطعته )عشقهم بظهر الغيب!!!
ليفضل الإعدام على الذهاب لقتال جنود الولاية وأخوانه في الدين ( إنما المؤمنون أخوة ) ونظرية التفرقة وتمزيق البلدان ليسهل استعمارها وبث الخلافات بحجة الوطن وحدود الوطن التي سقط بها خلق كثير وأصبحوا من حيث لا يشعرون ومن ثم يشعرون أعداء للأسلام وعملاء وجواسيس البعث!!!
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران ٨٥ .
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) آل عمران ١٩ .
وهو يعلم أن المنافقين في كل شبر وقرية في أرض العراق لكن اتخذ قرارهُ الخطر بعدم مقاتلة جنود الولاية وأبناء الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني ..
فلم يبقى عنده من حل إلا حل واحد أخبر كل مقربيه واهله والخواص أنه التحق بأحد جبهات القتال وصار يغيب عن البيت كل ٢٨ ويظهر لسبعة ايام فقط ومرات وفي زمن الهجومات الكبيرة على جنود الولاية يتأخر بالظهور لتراه عيون قريته ومحبيه وأطفاله ، ليمر وقت طويل وسنوات من الحرب الضروس ولا أحد يعرف سر منتظر عدى زوجته المؤمنه بالإسلام والتي كانت تشكل له الدرع الواقي من الإشاعة والتجسس وتحامي عليه بكل وجودها دور زوجة عرفت قيمة تكليفها الشرعي وما يعني لها العقد الدائم واجب الطاعة وواجب تنفيذ كل بنود ما أقره الإسلام ، لا كزماننا اليوم وأنفلات الزوجة التي ازاحها الإعلام الغربي والموظة ودور الأزياء ودعاية المستحضرات وثقافة التنحيف ونحت الجسد ودور الرشاقة وووووو كله ساهم في قتل القيم الزوجية حتى صرنا نرى الفضائح والجرائم بشكل يومي و بأنواع كثيرة جرائمها وقذرة!!!
طبعا الأمر ليست بهذه السهولة فالجواسيس ومنافقي البعث في كل زاوية يتطقسون أخبار المؤمنين ويتابعون الناس ويستنطقون الاطفال في المدارس ودولة من وشاية ومتابعة دقيقة وكم ذهبت بشرية لا ذنب لها إلا تقرير يكتبه عميل للبعث قد تقف خلفه نفوسهم المريضة وحقارتهم ولا ذنب للاخر إلا الالتزام الديني والشرعي .
وكان جهاد منتظر هو الصبر تحت الأرض في بيته الطيني وفي القرية التي تحاذي النهر وأهل تلك القرية يعتاشون على الزراعة والمواشي ، وهناك مصدر وطريق واحد تأتي منه السيارات القادمة من المدينة شارع بطول ١٥ او اكثر كيلوا متر عن المدينة ، حيث تقوم زوجته بالرصد له في أغلب الوقت لتخبره وهو في غرفة تحت الأرض مموهة لا أحد يعلم بها فقط الله تبارك وتعالى ثم زوجته المجاهدة وحتى اطفاله عندما يحاول الخروج على اعتبار أنه مجاز يسألون متى أتى ابانا تقول لهم ولكل من يسأل جاء بساعة متأخرة من الليل!
طبعا في عرف الاغبياء والسذج وفاقدي البصيرة والمغموسين بدعاية البعث الكافر هو خائن لكن لمن خائن خائن للبعث وأمريكا وإسرائيل ولعربان التطبيع ومن دفع صدام للحرب المفروضة على إيران ليقتل بها من شيعة العراق وإيران البشر الكثير من مؤمنين وعشاق الولاية لمحمد وآل محمد عليهم السلام .
لكن لم يستطع إكمال المهمة وهو في غرفته السرية حيث يتابع الأخبار ويحلل وفي أيام إجازته يحاول أثناء السهرات مع أبناء القرية يرفع عنهم الشبهات التي يدخلها الإعلام البعثي إلى رؤوس العراقيين وخاصة الشيعة منهم!!!
وفي فجر أحد الليالي داهمت قوة كبيرة بيته الطيني وفواً إلى مكان أختبائه الذي لا يعلم به حتى أولاده وتبين لاحقاً ان احد العملاء ممن دائماً يختارون جهنم لهم حطباً على خدمة الظالم الإجرامي القاتل والسفاح ، ليؤخذ منتظر إلى المحكمة العسكرية في بغداد ومعروف نتيجة هكذا عصيان وهو الإعدام ، نعم حكمت المحكمة على منتظر وهو فرح مستبشر تلقى القرار بروح المؤمن الثبت والذي لم يحارب إيران الإسلامية او يتسبب بقتل مؤمن يمثل في ميزان القرآن والشريعة أخوه ومحرم الدم والعرض والمال ..
ليُمنع اهله بعد إعدامه من إقامة الفاتحة عليه في الدنيا لكن امثال وعي شهيدنا المجاهد في سبيل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى مجلسهم والفاتحة تقام لهم في السماء دون أدنى شك ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران ١٦٩ .
ليمضي شهيدنا مرفوع الرأس وهو ينجو من اختبار صعب وعسير وقاسي لكنه أثبت به انهُ ابن الإسلام المحمدي الأصيل الذي لا يتنازل عن تكليفه الشرعي ولو بفصل رأسه عن الجسد ..
من وحي ما حققته الثورة في قلوب العاشقين!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha