عبد الحسين الظالمي ||
المسؤول الذي يمتلك القرار عليه ان يزن ويدرس اثار القرار سلبا وايجابا ومدى ملائمة الظروف لصدوره وهل يحقق المصلحة او يحل المشكلة التي من اجلها تم اصداره وعلى ضوء ذلك يقدر نوع القرار وزمانه وجهة تنفيذه والمساحة المستهدفة للقرار ، كل ذلك ياخذ بنظر الاعتبار حتى يمكن ان يكون القرار سليما ومقبولا بدرجة معينة .
تقدر حكمة القائد وقيادته على ضوء ما يصدره من قرارات مصيرية مهمة اصدرها في التوقيت المناسب والقوة المناسبة واللحدث المناسب لذلك اعتبرة الحكمة من اهم صفات القائد وكثير ماصدرت قرارات اذهبت امم الى حافة الهاوية وقد اتثبت التجربة ان .( اصدار القرار وتنفيذه والتراجع عنه اكثر ضررا من التريث في ).
في فترة زمنية تعد قصيرة جدا في عمر حكومة السيد الكاظمي رئيس مجلس الوزراء والتي اصدرت او وافقة على اصدار مجموعة من القرارات كان ابرزها قرارين مهمين جدا لم ترعى فيهن الشروط التي ذكرت اعلاه والتي للاسف لم تكن موفقة ابدا من حيث الهدف والتوقيت والاسلوب لان اصدار القرار والتراجع عنه تكون نتائجة معكوسة ومدمرة، ومن هذه القرارات قرار استقطاع رواتب المتقاعدين والموظفين وايقاف رواتب السجناءوالشهداءوابناء الانتفاضة وما عكسته هذه القرارات من ازمة اجتماعية خطيرة جدا
كادت ان تهدد السلم الاجتماعي والاهلي.
والقرار الثاني هو قرار مهاجمة احد مقرات فصائل الحشد الشعبي اللواء 45 وبعيدا عن كل المؤثرات والمواقف، نقول ان هذا القرار لم يكن موفقا لا من حيث الجهة المستهدفة والا التوقيت والا الجهة المكلفة بتنفيذ القرار .
الجهة المستهدفة هي اللواء ٤٥ حشد شعبي جهة رسمية مقرة وفق القانون وتابعة الى مؤسسة امنية لها دوائر اختصاص معنية باي خرق يحدث داخل هذه المؤسسة خصوصا انها تتبع للقائد العام للقوات المسلحة في الاوامر
والتوجيهات وتخضع لقيادته بشكل مباشر اذا فلا حاجة الى المداهمة بهذا الشكل ويمكن عن طريق نفس المؤسسة توجيه اوامر قبض الى الاشخاص الذين يشتبه انهم متورطين باعمال تخالف القانون.
وحسب البيان ان المكان مشخص والاشخاص معروفين لدى الجهة ذات العلاقة.
والكارثة في البيان الذي صدر من الجهة المنفذة والتي يقول في احد فقراته ان المجموعة تنوي يوم كذا (استهداف المطار والمنطقة الخضراء ومرقد الكاظمين ع ) كيف سولت لواضع البيان نفسه ان يتهم حزب الله الحشد الشعبي استهداف مرقد مقدس عندهم الى حد لا يوصف كيف يمكن ذلك !!!!!!!!؟.
اما من حيث التوقيت وهو الاسوء في القرار اذ صدر في ظرف جدا حساس يعيش فيه العراق كارثة انسانية يفقد فيها عشرات من ابنائه حياتهم نتيجة نقص في الاوكسجين وعطل المنظومات الخدمية في بعض المستشفيات.
والناس تعيش حالة من الخوف والهلع نتيجة تفشي جائحة الوباء فالولى ان تنصب الجهود لتهدئة روع الناس واحساسهم بالامن لا ان يدخلون في اتون قرار يخلق الانقسام والفوضى والتوجس حتى لو كان سبب القرار وجيها ولكن توقيته سيىء جدا ناهيك انه اريد منه فرض هيبة الدولة ولكن نتيجة صدوره في توقيت غير مناسب جدا اهان الدولة واضعف موقفها وزاد في حدة الانقسام بين المواطنين، اذ انقسم الشارع بين مؤيد ورافض كلا حسب توجهه وميولة وبذلك ساعد القرار في تجذير حالة الانقسام وكاد ان يخلق فتنة في ظرف حساس جدا فاي قرار هذا الذي يتخذ وتكون نتيجته كارثية كاهذا القرار وهل اخط من الفتنة شىء اخر واي فتنة وفي اي توقيت وفي اي ظرف،لذلك كان هذا القرار من حيث التوقيت اسوأ قرار من حيث المقدمات والنتائج .
اما من حيث الجهة التي نفذت القرار فهي جهة امنية شقيقة لنفس الجهة المستهدفة وبذلك يكون القرار قد بذر بذرة الفتنة وفقدان الثقة بين اهم قوتين يحتاجهم العراق في ظرفه العصيب هذا وكم تمنيت لو ان السيد رئيس الوزراء قد اصدر امرا يكلف به القوتين (الحشد الشعبي وقوات مكافحة الارهاب) بواجب دعم واسناد المؤسسة الصحية وجيشها الابيض الذي يتعرض الى اوضاع مرزية تهدد استمراره في المهمة
بدلا من قرار يهاجم فيه بعضهم البعض. اين حكمةالقائد في وزن القرار واثارة مكانا وتوقيت؟!
واين حكمة المسؤول الذي هو راس هرم جهاز المخابرات والذي من ابسط اساليبه تقدير موقف تنفيذ المهمة؟ وخصوصا ان السيد رئيس الوزراء له سابقة خلاف مع نفس الجهة المستهدفة .
وعلى ضوء ما ورد اعلاه ان اتخاذ هكذا قرار في هكذا توقيت وبهكذا اسلوب كان بعيدا جدا عن الحكمة والتي يجب ان يمتاز بها صاحب القرار في هكذا منصب يقرر مصير وطن يعيش محنة كبيرة جدا .
واخيرا لمصلحة من يتم اضعاف هذه المؤسسات المهمة وجعلها متناحرة فيما بينها ؟!
اولا . وثانيا فهل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟.
واذا كان الحشد لا يحظى بمقبولية لدى بعض الجهات الداخلية والخارجية فلماذا لا يلحظ قضية ان هذا الحشد له ارتباط روحي مع مئات الالف من المواطنين بل ملاين واي تهديد له او استفزازه هو تلاعب في مشاعر الملاين من محبين وداعمين هذه المؤسسة وعشرات الالف من عوائل الشهداء وهم يقرءون مايكتب على ابنائهم في صفحات الجيوش الاكترونية.
السيد رئيس الوزراء المحترم ...
انت قبل غيرك تعرف يقينا ان الشعب العراقي من شمالة الى جنوبه اذا لم نقول الاغلبية منقسم حول موضوع الوجود الامريكي فهل من المنطق ان تجعل القسم الاغلب ساكت مستسلم عن من يرى انه سببا في كل كوارثه خصوصا وهو يرى الدولة لاتحرك ساكنا في هذا المجال اذا لم نقول انما يجري العكس وانت تعي الاشارة اكثر من غيرك بحسك الاستخباري!.وفي نفس الوق تهاجم الجيوش الاكترونية كل ماهو مقدس عنده.
السيد رئيس الوزراء المحترم:
عليك الوقوف بحزم ليس ضد من يضعف هيبة الدولة فحسب بل بوجه من يريد بهذه القرارات تهديد وجود الدولة شعبا وارضا وسلطة والامانة انت وحدك مسؤول عنها في النهاية .
(ويحسبون انهم يحسنون صنعا ).
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha