المقالات

العبرة من ثورة العشرين..  


عبد الحسين الظالمي ||

 

حدثت ثورة العشرين   عام ١٩٢٠ ضد الوجود البريطاني في العراق   بعد ان تمادى المستعمر  في وقته الى ابعد درجة  مما خلق استياء جماهيري واسع  ورفض لهذا التواجد   ويمكن ان نصف الموقف في حينه بالقول المأثور ( نار تحت الرماد ) وما ان وجد هذا الرفض سببا  لترجمته الى ثورة شعبية كبيرة تقودها المرجعية و  تنفذها العشائر  والوطنين من ابناء الشعب العراقي .

ثورة العشرين كما ذكرنا لم تكن وليدة حدث اني كما يحاول البعض  تفسيرها ،   بل كانت نتيجة طبيعية  لحالة الرفض الشعبي والديني لوجود مستعمر لم يراعي الن ولاذمة لسكان البلاد ، تفجر هذا الرفض حين توفر السبب  والارادة

وذلك عندما تم اعتقال  الشيخ شعلان ابو الجون الظالمي  في مركز شرطة الرميثة من قبل البريطانين  بعد ان ارسلوا له من يطلب منه الحضور  وقبل ان يحضر اتفق مع شيوخ  الظوالم و منهم حرجان رحمة الله على ارواحهم جميعا 

على رمز معين  في حالة تحول الحضور  الى اعتقال  وفعلا حين تم اعتقال الشيخ ارسل رسالة يطلب فيها سبع ليرات  وتلك تعني سبع فرسان ابطال،  وهذا ما جرى فعلا  ليكون الشرارة الاولى للثورة والصدام الحقيقي بين ابناء الشعب  والمستعمر وقد توسع هذا الصدام الى اغلب المدن  والاريفاف العراقية  وبدى يتحول الى ثورة  تتوسع  يوم بعد اخر  ،  وقد تكبد فيها البريطانين خسائر كبيرة رغم امتلاكهم الاسلحة والاعتدة  مقابل سلاح بسيط لدى الثوار  اغلبه بنادق بسبطة  وفالة ومگوار  وهن ادوات صيد ورعي  مقابل مدافع ثقيلة  ورشاشات  وطائرات ورغم ذلك انتصرت ارادة التحدي والصمود  على جبروت واسلحة  المستعمر  وهذا اول دروس الثورة واحد العبر منها .

انتصرت الثورة على المستعمر واجبرته على الرضوخ ومنح العراق استقلالة من خلال بناء مؤسسات تشكيل الدولة العراقية ووضع دستور للبلاد   وذلك ماحدث فعلا  .

كان حلم الثوار والقيادات الدينية هو بناء دولة 

تليق بالعراق وتاريخة وحجم التضحيات التي قدمت في هذا الطريق ولاجل هذا الهدف بدون تدخل  من قوى خارجية    ومنها المستعمر نفسه ولكن النتائج لم تكن كما رغب الثوار  فقد التف المستعمر بطريقة كما يقال ( اذ خرج من الباب ليدخل من الشباك )  كما هو حال خروج الامريكان  بعد احتلالهم للعراق عام ٢٠٠٣  ضمن اطار الاتفاقية الامنية بين امريكا والعراق  اذ خرج الامريكان في عام ٢٠١٠ من الباب ليدخلون من الشبابيك .

وهذا الدرس الثاني من ثورة العشرين . والعبرة الاخرى التي  لم يستفاد  منها العراقيون   حديثا في تعاملهم  مع المحتل  فكما التفت بريطانيا على نتائج ثورة العشرين   وشكلت حكومات موالية لها بشكل من الاشكال  هكذا فعلت امريكا  في القرن الواحد والعشرين في العراق  اذ سعت جاهدة لتشكيل حكومات موالية  وتابعة لها لتنفيذ ما عجزت عن تنفيذه بشكل مباشر .

ثورة العشرين تركت تاريخ ناصع للعراق  رغم عدم بلوغها هدفها الاصلي  ولكنها سجلت نقطة تحول في تاريخ العراق والمنطقة ودونت درسا  بليغا  في الاصرار والتحدي والمواجهة رغم عدم تكافىء الفرص بشكل كبير بين الطرفين ما جعل الانتصار في هذه الثورة له بريقه الخاص ، وللاسف ذلك ما لم تتعلمة الحكومات العراقية بعد ٢٠٠٣  من تجربة ثورة العشرين والتي كان المفروض ان تعي الدرس  وتمنع  تكرار نفس سيناريو المحتل  وها نحن اليوم في عام ٢٠٢٠ وبعد مرور مئة عام على الثورة نعيش نفس الارهاصات التي تلت ثورة العشرين وبشكل اسوء واخطر .

فهل تعي القيادات السياسية ذلك الدرس وتعيد الحساب وترتيب الاوراق ام تبقى  لسان حالها يقول  اسد علي وعلى الاعداء نعامة) وهي ترى المحتل وقد نحج في الدخول من الشباك  وخلط الاوراق  ومزق الصف واثار الفوضى اذ نجح في مخطط الافشال وها هو يحصد ثمار مخططه  ليجعل ابناء البلد احدهم يأكل الاخر وهذا نفس اسلوب وشعار المستعمر البريطاني (فرق تسد)

ولكن فرق تسد اليوم اشد وطئا  من فرق تسد سنوات ما بعد ١٩٢٠وهذا الدرس وحده يكفي لجعل القيادات الوطنية العراقيةان تقف وتعيد ترتيب اوراق البيت العراقي قبل فوات الاوان.   التغني بالتاريخ واهازيج ثورة العشرين وحده غير كافي اذ لم يكن ملهما لمن يعيش نفس الاجواء

والاسباب وان اختلفت الظروف والمسميات ويكون حافزا له لوضع الامور في نصابها، عندها من حقه ان يتغنى  بما تغنى به ابطال ثورة العشرين ( الطوب اقوى لو مگواري) (حل الفرض الخامس " الجهاد "  گوموله). (مشكول الذمة على الفاله)

 المفروض اليوم يقول لسان العراقين للمحتل  الجديد كل قطرة دم وكل فقرة تخريب وتخلف ودمار مشكول الذمة عليها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك