المقالات

العراق يغرق في مستنقع الاحزاب والكورونا  


اسعد عبدالله عبدعلي ||

 

منذ الامس والرعب ينتشر في الحي الذي اسكنه, بعد وفاة سادس شخص بفايروس الكورونا, كان الاغلبية في الاشهر الاولى للوباء يعتبرون الامر مجرد دعابة صهيونية مغرضة! لمنع الناس من العمل والعبادة, وبعضهم كان يصرح بعلو صوته: "انها مؤامرة اسرائيلية لمنعنا من الصلاة في الجوامع", وكان البعض الاخر يفتخر بتحدي تعليمات السلامة, فيرفض لبس الكفوف والكمامات, لكن الان كل شيء تغير مع زحف الموت نحو بيوت الناس.

حكايات يومية كلها حزن وألم, والسبب مختلط ما بين سوء الحظ الذي جعلنا تحت  حكم احزاب السوء, وما بين جهل اجتماعي واسع.

مات صديقي ابو حنان لأنه كان عبداً لسياسي, حيث كان رمزه السياسي يسخر من ضجة العالم حول الفايروس المميت, فكان هو يتلقى كلمات الرمز السياسي كحقيقة مطلقة لا نقاش فيها, حذرته مما يفعل بنفسه وبعائلته, فكان يقول: "الاستكبار العالمي نجح في الضحك على العالم, لكننا نعيش ببركة فكر وعبقرية رمزنا السياسي, الذي فضح اكذوبة الطغاة".

لكن لاحقا فتك به فايروس الكورونا هو وعائلته, ومات وهو مندهش من كذب رمزه السياسي, الذي اوقعه فريسة للكورونا.

المستشفيات الحكومية اصبحت مكان للعدوى, من يدخلها يصبح في خطر مميت, نتيجة الاجراءات الخاطئة, وتخلف المنظومة الصحية الحكومية, والسبب سطوة الاحزاب عليها, والتلاعب بمخصصات الوزارة, والتربح من عقود الوزارة, حتى تحولت الوزارة الى الاسوء بين العالم, فها هي اذربيجان البلد الفقير تتبرع لنا باطنان من المساعدات الطبية, وقافلة المساعدات الطبية الصومالية قريبة على الابواب, احزاب العهر جعلت العراق من بلد نفطي غني الى بلد يستجدي المعونة حتى من افقر البلدان.

المجتمع لو ينصت لكلام المرجعية الصالحة لما غرق في بحر الوباء, السيد السيستاني (حفظه الله) قبل اشهر اصدر فتوى تطالب الجميع بالالتزام بالتعليمات الصحية, وتعتبر المصاب بالكورونا الذي يختلط مع الناس ولا يحجر نفسه غير معذور شرعا, ويتحمل الاضرار التي يقع فيها الاخرين, ويتحمل دية من يتوفى جراء نقله للمرض للأخرين.

مع الاسف الاغلبية غارقة في الجهل والعناد, وغير مدركة لحجم مسؤوليتها, فمن يتهاون يكون كالمنتحر, واذا تسبب بعدوى الاخرين فهو منتحر وقاتل فهل هناك اقبح من هذين الفعلين!؟ 

اليوم.. لا هم لأحزاب العهر الا السطو على عقود علاج الكورونا والمتطلبات الصحية, وسخروا شركاتهم الدوائية لاستيراد دواء منتهي الصلاحية, ثم بيعه للشعب المسكين بسعر غال, فلا يهمهم حتى لو يبيعوا السم للشعب العراقي, وذلك فقط لانهم احزاب متعفنة عاهرة ولدت من رحم الشيطان.

عندما يكون المجتمع غارق في الجهل والاساطير,, وفئة منه عادت لعبادة الشخوص, واخرى لا تعرف الا العناد, وعندما تكون الطبقة السياسية واحزابها عاهرة وداعرة وغارقة بالفساد والحرام, فلا تنتظر ان نعبر هذه المحنة بسلام, الا برحمة من الله عز وجل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك