عبد الحسين الظالمي ||
سابقا كان يقال الاعلام ( السلطة الرابعة) اما اليوم فاعلام قد تفوق على بعض السلطات التقليدية ( تشريعية وتنفيذية وقضائية ) واصبح مؤثر وموجه لبعض هذه السلطات لذلك يعد الاعلام سلاح المواجهة الاول والاكثر تأثير خصوصا مع توسع وانتشار وسائل النقل والاتصال، التي اصبحت متيسره للكل.
هذا الكل لم يعد كما كان سابقا فقط متلقي بل اصبح الاكثر الاعم منه له القدرة الى ايصال المعلومة اوالخبر صناعة ونقلا وخصوصا مع انتشا شبكات التواصل الاجتماعي وتنوع الكروبات وسهولة صناعة الخبر وكتابة المقال والخاطرة والشعر ما اتاح مساحة واسعة للاشاعةو الاخبار المزيفة والتلاعب باعصاب المتلقي وتوجية حيث مايريد صاحب المنصة الاعلامية وكثير ما تلقى الجمهور خبر او اشاعة او صورة الغاية منها جس نبض الجمهور او حرف تفكيره بالاتجاه الاخر لتنفيذ عمل بالاتجاة المعاكس .
اعلامنا المقاوم ومن يواكبه ويعاضدة يشغل مساحة واسعة جدا وله كتابه ومصادره المتنوعة والمنتشرة في كل الارجاء ولديه مادة ثرية فهو ليس فقيرا وشحيح المادة الاعلامية.
فهو يمتلك منابر كثيره ولها مساحة واسعة جدا لدى المتلقي رغم ان امكانيتة قياسا بالاعلام المقابل تعد محدودة ورغم هذا يمكن تعويض ذلك بطرق اخرى توسع بها رقعة التاثير في المتلقي .
ما يؤخذ على اعلامنا المقاوم هو انه يتعامل على اساس ردة الفعل وليس خلق الفعل الا ماندر وناخذ مثلا على ذلك (اعلام يوم القدس العالمي) باعتبار ان يوم القدس حدث مقاوم لذلك كان الاخر بموقع ردة الفعل اذ انشغل في التقليل من اهمية هذا الحدث والسعي لافشال تاثيره فيما كان الاعلام المقام في موقع المؤثر والذي يعمل على زيادة قوة تاثيره ولكنه في احداث اخرى كان متاثر مثلما حدث في عملية المطار واغتيال القادة وكذا في حادث اعتقال عناصر الحشد ليلة ٢٥ / ٢٦ من الشهر السادس وكذلك في موضوع كاريكاتير جريدة الشرق الاوسط والاعتداء السافر على المرجعية، اذ كان مدافعا .
كثير ما نرى تعاطي مع الاحداث التي يصنعها الاخر ولكن قليل ما نرى ذلك التعاطي مع حدث من صنع المقاومة .
لذلك اخذ العدو والخصوم يفتعلون احداث واخبار ربما يراد منها توجية اعلامنا نحو مساحة غير المساحة المستهدفة الحقيقية او يراد بذلك الخبر جس نبض وردة الفعل من الطرف المقابل لتنفيذ المخطط المرسوم لهذه المساحة او تلك .
ردة الفعل القوية على حادثة اعتقال عناصر من الحشد عكست المعادلة وغيرت النتائج ووقفت التمادي بل جعلت المقابل من مؤثر الى متأثر يطلب الصفح .
وكذا بقية الاحداث الاخرى لابد من المبادرة للحدث الاعلامي وصناعته وما اكثر المجالات
التي يمكن ان تستغل ليكون اعلامنا مبادر ومأثر وليس العكس. رسم كاريكاتير في جريدة واسعة الانتشار نسبيا احدث ضجة لان اختيار الموضوع اريد منه ذلك اما لجس نبض لتنفيذ مخطط مساس متلاحق يصل الى مرحلة بدء خطة التسقيط
للمرجعية بعد ان تم تسقيط كل ما دونها من وجودات لها علاقة بالمقاومة او المشروع السياسي القريب منها، او ربما اريد من هذا الحدث الاعلامي حرف الانظار والتوجهات
عن احداث اخرى .
وختما نقول الاعلام اليوم اصبح السلاح الاول الذي ربما يسقط دول ويغير عروش ويخلق ثورات لذلك اصبح لزاما الاهتمام بالاعلام بكل انواعه المسموع والمقروء صحف او قنوات او وسائط الكترونية وشبكات تواصل، والعمل على نقل اعلامنا من حالة المتأثر الى حالة المؤثر من خلال صناعة الاحدا وتغطيتها ومساندتها ليكون اعلاما مبادرا يقطع على خصومة خطوط تقدمهم ويجعلهم في موقع المدافع المتاثر وليس العكس ناهيك عن الابتعاد عن المغلات في رصد ومتابعة الاحداث الجانبية التي يريد منها الخصوم اشغال الناس عما هو اهم فابدل ان يطالب الناس بتحسين حياتهم اليومية اصبحوا يطالبون اليوم اطلاق رواتبهم ويتمنون ان تطلق بدون استقطاع وهكذا تم اشغالهم عن امور اكثر اهيمية ، والاعلام وسيلة وهدف معني بذلك بل مساهم فيها.
لذلك اطلب من كتابنا الكرام ومثقفينا ايلاء هذا الموضوع وبحثة وتسليط الضوء عليه.
كما انني استغل ذلك واطلب بضرورة الخروج للفضاء العالم من الكروبات المغلقةً التي تكتب لنفسها وجعلها مطابخ لصناعة القرار الاعلامي وتنضيجه ونقطة انطلاق منها الى الخارج .
https://telegram.me/buratha