ليس معلوما لاحد مستقبل الكاظمي وهل هو الرجل المنقذ؟ ام سيكون عميلا يحرق البلاد؟! , ولكن الحكم عليه في ايامه الاولى واتخاذ جبهة مقابلة له يعد مجانبا للإنصاف من جهة, وموديا الى استمرار تردي واقع البلاد من جهة اخرى.
لذلك حري بنا ان ننظر بعين الانصاف الى اهم الاشكالات التي تثار على الرجل ونحاول ان نجد لها محملا في الخير, اذا كان يهمنا انقاذ البلد بدون ضغط المصالح السياسية او روح الانتقام من الساسة.
الكاظمي وعصبة الاعلاميين, الكاظمي ورفحاء, الكاظمي والعمالة , الكاظمي والحشد, الكاظمي ورواتب الموظفين, الكاظمي والاحزاب هذه اهم الموارد التي يرد النقد من قبل الجبهة التي بدأت بالتشكل امام الرجل ولابد من بسط الحديث فيها وعدم الاكتفاء بسهولة التسقيط.
فاذا اردنا البداية في الاعلام فانه يشكل هاجسا للرجل وتراه مهتما بتشكيل جبهة اعلامية مؤيدة للحكومة ويتجلى ذلك من خلال استقطاب جملة من الاعلاميين الى فريقه والقيام بغزوة كبيرة على مواقع التواصل وتكلل ذلك بتنصيب الاعلامي احمد ملا طلال ناطقا باسم الحكومة, الرجل الذي نراه يسيء الى الموقع الذي يشغله يوميا من خلال حركاته الاستعراضية والارتجال الفج لمقررات حكومة وسياسات دولة دون الاعتماد على الكلام المكتوب الذي يبعده عن الوقوع في اسقاط اراه الشخصية على مقررات الحكومة التي ينطق باسمها.
ولكن ماذا تتوقع من الكاظمي وهو يرى ان الاعلام يمثل المادة الرئيسية التي يستقي منها العراقيون ثقافتهم ومواقفهم فنحن شعب لا نقرأ (وهذا حقيقة يجب ان نقر بها وهي مثبته احصائيا ) بل نتلقف ما يبثه الاعلام الينا ولم تتبلور لدينا ثوابت صلبة فالسيادة مفهوم مشوش ويختلط بمزاج الناس والضخ الاعلامي فترى من يتحامل على أي تدخل ايراني, بينما يغض الطرف عن الوجود الامريكي والتدخل التركي والسعودي والعكس ايضا صحيح.
وكذلك وحدة البلد فهي ليس هاجسا لجميع العراقيين, وكذا النظام السياسي فترى من يطالب باصلاحه واخر باسقاطه والنظام الاقتصادي تشوه في اذهان النخبة والعامة معا, بل حتى الاعراف والتقاليد والتوجه الديني او العلماني لا تمثل ثوابت مجمع عليها وهي تتوسع وتنحصر تبعا لحماس الاعلام ومراميه.
فللاعلام في العراق سلطان يفوق ما لدى السلطات الاخرى مجتمعة, ولرموز الاعلام هيمنه على الواقع السياسي والاجتماعي تعدو هيمنة الزعامات والشخصيات الحزبية, بل ان تحكم الشخصيات الاعلامية وهيمنتها على مقررات الدولة وتأمين مصالحها الخاصة يتجاوز الشخصيات السياسية بكثير, فهم يأمرون الوزراء بما يشاؤون ولم يولد بعد الوزير الذي يرد طلبا لإعلامي مشهور, بل انهم يوجهون الاهانة لاي شخصية مهما كان الموقع الذي تشغله ولا يرف لهم جفن (تذكر نبيل جاسم مع عبد الكريم خلف), فتجدهم يهينون الدولة في كثير من المواقف ولا فعل من للساسة المهزومين الا التسابق على مائدتهم والخضوع لحواراتهم.
الاعلام والاعلاميون خصوصا المشهورين منهم يبتزون الدولة والمسؤولين جميعا (اشيرك الى الاعلامية سحر عباس وما تفتحه من ملفات غامضة ثم تطوى لغرض الابتزاز لمصلحة القناة التي تعمل فيها), ولا تجد من عموم الشعب الا الاصغاء والاعجاب بهم بل وانتخابهم اذا رشحوا, وايثار طاعتهم حتى على مصالح ابنائهم (تذكر الحملة الاعلامية ماكو وطن ماكو دوام وكيف ساهمت في افساد مستوى الاطفال العلمي)
ففي ظل هذا الجو هل يبقى للكاظمي خيار الا التماهي مع قوة الاعلام ورموزه ان كان جادا في السير بهذه البلاد الى بر الامان خصوصا وهو يجد انهزام القوى السياسية جميعا امام غول الاعلام الكبير, وما حكومته الا نتاج لهذه المعركة, فحري بالكاظمي ان يعمد الى جميع الاعلاميين البارزين وان يسلمهم مناصب تنفيذية ويجعلهم في مواجهة مع الواقع والناس ولعل الفتح يكون على ايديهم!.
وختاما فان تولية الكاظمي للإعلاميين مواقع مهمة قد يبدو محفوف بخطرين الاول تخلي الاعلاميين عنه في منتصف الطريق وهذا امر متوقع فهم يعشقون الكسب بدون تبعات, اما الثاني وهو الاخطر هو ان يقودوا حكومته الى ممارسات انتقامية من خصومهم قد تقود البلاد الى الخراب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha