مازن البعيجي ||
كنت يوماً في مرحلة الإعدادية وكنت ضمن الطلبة في الإتحاد العام وقتها ونحن نمارس الصلاة والزيارة وبعض المطالعات البسيطة من دون موجه او معلم يتبنانا ، وكان هناك مسؤول حرك وذي نظرة وشخصية رصينة وقوي الهيبة ، مسؤول على ١٤ مدرسة في أحد مناطق بغداد ، دخل فجأة على ساحة المدرسة وفيها حديقة كنت أصلي الظهر فيها .. وقعت عيني عليه وشعرت بالخوف!
علماً هو لم يسبق منه شيء مريب ، وبعد فترة قال مازن هل ممكن نتكلم بشيء في مكان أبعد من هذا المكان وهنا شعرت بخوف ووجل قلت هناك خطب!!! خرجت معه إلى مكان فيه أشجار وسدة ترابية تصلح للفسحة ثم قال فجاة ماذا تعرف عن الخميني؟!
وهنا اصبت بالشلل وتأكدت كل مخاوفي فهو من جهة مسؤول كبير ومن أخرى رأني اصلي ووقتها الصلاة علامة خطرة!
لكنه أدرك خوفي وأخذ يرطب الأجواء فكان جوابي مبعثر لا يدل على شيء قط ، فقال إذا لا تعرفه! ثم استرسل يتكلم عنه بشيء من العذوبة والعلمية والحديث والشعر والرصانة والثقة معها نسيت نفسي وتبدد الخوف ، زرع بقلبي حب هذا الشخص وعظمة ما ذكره كأنه جامعة ووثاق وثق به روحي ببعض لحظات منه!
فقلت كيف هذا منطقك وانت مسؤول نظر الي نظرة عارف وكأنه يقول ادعيلي اتوفق في مهمتي!!!
وبدأ مشواري معه وكل يوم منه اتعلم فرض طاعة خميني وشؤون خمينية واذا به هذا المسؤول الكبير والعظيم قد تكلم مع مئات الطلاب والمدرسين وقد وضعهم على سكة التدين والجهاد طلاب وطالبات دون أن يفلت واحد من قبضة نيته وسطوة إقناعه المذهلة!
حتى فتح لي بصيرة الولاء والتعلق في مشروع الخميني العظيم وما اتسمت به تلك المرحلة فكان ذلك المسؤول المتخفي والمجاهد الفذ هو الطالب الذي كان الأول على مدرسته وهو الشيخ الحوزوي والأستاذ والشهيد لاحقاً اعداماً على يد جلاوزة البعث الشيخ الخطيب مقداد حسن من أهالي الأمين قدس الله سره الشريف ..
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..