مازن البعيجي ||
ليس صدفة ولا مجاملة ان تضج كل كتب السماء والمرسلين من الأنبياء وهم على ما ورد ( مائة واربعة وعشرون الف نبي ) بالمطالبة بالعمل "الصالح" تحديداً .. بل ونستطيع القول "العمل الصالح الكامل والمخلص من الشوائب" هو قلب رسائلهم وما دارت عليه بعثتهم!
( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ) فاطر ١٠ .
( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٨٢ .
( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء ١٢٤ .
وغيرها من مئات الآيات الصرحية في الحث على العمل الصالح!
وهنا اريد "التنبيه" على من هم في "العمل الجهادي" "والعمل الحركي" ومن يتصدون وفق رؤيا إسلامية اصيلة يفترض "تختزل" كل ما جاء به الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام وهم خير مصادق للعمل الصالح فهل ما عندنا كخلايا تعمل في الدفاع عن "الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني" هو عين ما أراده الأنبياء عليهم وعلى نبينا الأكرم وآله افضل الصلوات والتسليم.
كيف استقام العمل او اُعتبر عملاً ومثل هذه النقائص به والخلل الواضح عليه حيث أصبح العمل طارد لبيئة العامل نفسهُ فضلاً عن ما كان يجب منه - العمل - جاذباً للغرباء ومن غير الملة والدين!؟ كيف اُعتبر اصلاً هذا هو "الجهاد"؟ ومثل هذا الكم من الكذب ، والرياء ، والعجب ، واللامبالات به وغيرها من العيوب التي لا يجب أن ترافق من هو قائم على الخدمة وتقديم الشاي في مقراتنا الإسلامية ومؤسساتنا فضلاً عن مستويات اليوم نعاني من فضاضة ما تعرضهُ على أنه "اسلام الأنبياء والمرسلين والعترة"!؟
الأمر الذي يؤشر على عدم إكتمال "الوعي الثقافي والتقوائي" في أغلب المؤسسات المتصدية للعمل وإلا ماذا نفسر هذا الانقلاب الذي يعصف بنا من أبناء "الجلدة" ونحن لازالنا على تخوم "السواتر" يقطر لنا دمُ!؟
《وَيَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِيهِمْ وَ إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَامْلِكْ هَوَاكَ وَ شُحَّ بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ يَفْرُطُ》نهج البلاغة.
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha