مازن البعيجي ||
قبل ساعات رأيتها عبر حضرتها القدسية هادئة كعادتها ونسيمها الروحي الأخاذ تفوح منه رائحة المسك المتطاير من مبخرة يحملها خادم تناغيه ويناغيها.. آه يا عطر كربلاء وانت تدور على الأنوف تذكرهم طفوفها "والشهداء" كيف وعلى أي قضية صرعوا؟! ولما هم بجنب ضريح يحكي قصة الرفض ومنه يأخذ كل شريف ، الصدق ، والمروءة ، والعنفوان ، وممرع الهواء ..
وتراتيل وعيون يمطهرها القطر وينساب على خدود الباكيات ، هي كربلاء مهوى العشاق والمغرمين النبلاء ومن يحمل سر احترامها ويعرف قيمة ما في خزائنها وأدب الدعاء ..
لكنها سرعان ما تغير حالها والسيارات "السوداء" تنتشر في كل كربلاء كأنها "الغربان" تجتاح البنيات والأزقة ، والساحات منظر يقبض الأرواح ويذكر بمن هدم كربلاء يوم قال لها انا حسين وانت حسين تعال من له عاقبة اللواء؟!
مشهد ملفت ومبالغة في الإجراءات! بشبهُ إستعراض الطغاة! ومن يريدون القول كل ما في كربلاء وغيرها لجبارنا ذي الحماية بالألاف! مرت سيارتي التي تزينت بعبق الزيارة وهي منتشية بيضاء ككل من وطأة عيونهُ واقدامهُ كربلاء على سياراتهم المركونه والتي تيفيض منها شؤوم نعرفهُ وطالما كرهناه!؟
حتى وصلت بيتي واستقبلت كالعادة رسائل النت هاتفي وهي تضج برسائل "حجاج" "وصدام" "وبعث" "ودكتاتور" كان في كربلاء.. اهان أهلها وحاول تمرغ أنوفهم الابية ليبعثوا رسائل شديدة قد تكون مدروسة لتكون موجهة للرمز كربلاء؟!
فتألمت شرائح وضجعت عبرات واهينت حرائر وضرب من هو "سلطة رابعة" وتكممت افواه! غزو كان معد واستعراض يعرفهُ من خبر الطغاة ويعرفه جدار الرصاص والرخام في كربلاء!!!
وعلى كربلاء التي طالما مر عليها أولاد آل.... ان لا تنسى ما هو قادم وآت!!!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..