مازن البعيجي ||
كل شيء محسوب وبدقة متناهية مذهلة ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) الحجر ٢١ .
( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر ٤٩ .
هذا "القدر" هو مقياس ما نصرفهُ طوال يومنا واسبوعنا وشهرنا وعامنا والعمر بأكمله ، فلو قد ان يعيش امرؤ سبعون عاماً وثلاثة شهور وأربعة أيام وتسعة ساعات وخمسة وعشرون دقيقة وسبع ثوان!!! أليس هذا وقت محدد؟! بدقة ومحسوب على صاحب هذا العمر؟!
إذا هذا العمر ( ٧٠ عاماً و ٣ شهور و٤ أيام و٩ ساعات و٧ ثوان ) هي عبارة عن نوم ، ويقظة ، وحركة ، ولعب ، وكلام وكل شؤون الحياة اليومية! والكلام ، والتفكير ، والتخيل ، والتمني "حلالهُ والحرام" من رصيد ذلك العمر! وكذلك نوع الكلام الذي تصرف عليه وقت فلو قلت ( اللهم صل على محمد وآل محمد عليهم السلام ) انت أخذت من رصيد عمرك جزء من الثانية ملئت به الفراغ بحسنة وسجلت لك منزلة! ولو قلت ( أن فلان كذا وكذا غيبة او نميمة ) أيضاً صرفت وقت ولكن في غير طاعة الله تعالى وهكذا ، ومن هنا حذرنا الباري عز وجل في كثير آيات من "الهدر" في "الرصيد" الذي يشكل رأس مال كل مكلف .
( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) الإسراء ٣٢ .
لم يقل لا تفعلوا بل قال لا تقربوا اي لا تتخيلوا شيء قد يكون مقدمة لحرام والعياذ بالله ، ولو تخيل! فالخيال هو الآخر مساحة يجب أن لا تصرف بغير طاعة الله تعالى الم يقل في الحديث تفكر ساعة خير من عبادة كذا وكذا من الوقت؟!
فما بالك بمن يقضي وقت "يظلم" عباد الله او "يسفك" دماء او يحرض على فتن او يؤذي مؤمن او يزني او يسير بسيرة "الطغاة" ويقضي العمر بهذا "الضياع" الذي سيكون وبالاً وحسرة عليه!؟
بل كيف بمن يقضي عمرة "خائن" لقضية مرتبطة بالله تعالى العظيم كمن يكون "خاذل للتشيع" وينصر أمريكا وعملائها على "الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني" الذي هو كل تركة "الأنبياء والمرسلين" ومراد الله تعالى وكتابهُ الكريم؟!
إذا أيها الإخوة والموالون لا مجال لهدر جزء ثانية بغير رضاه تبارك وتعالى والعمل والإصرار على جعل كل رصيد العمر بدقيق وقته لله ونصرة أهداف الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني العليا فقط وفقط!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha