عبد الحسين الظالمي||
نعيش كل عام وبالتحديد يوم ١٧/٧/ ١٩٦٩ الذكرى المشؤومة لانقلاب تموز الذي قاده حزب البعث ليسمى لاحقا ( ثورة تموز ... الثورة المجيدة) ذلك الانقلاب الذي ادخل العراق في نفق لايعرف سوى الله متى نخرج منه؟ اذ لازلنا وربما لاجيال قادمة نعيش اثارة المدمرة والذي نفذته عصابة مارقة طامحة استغلت وجودها في المواقع الحساسة في الجيش العراقي بقيادة احمد حسن البكر وصدام حسين المجيد ومنذ ذلك التاريخ والعراق يخرج من ازمة ليدخل في ازمة اكبر منها .
مع اول تلك الساعات من ذلك الانقلاب الاسود في تاريخ العراق بدء ما يسمى بالعهد الجمهوري الثاني والذي هيمن فيه حزب البعث على مقاليد السلطة ليحكم بالحديد والنار على كل من يخالفة التوجه حتى ولو كان من اعضاء الحزب او من المقربين منه اذ شهد العراق مجاز لم يسلم منها لا قريب ولا بعيد خصوصا عندما الت السلطة والحكم الى صدام حسين الذي اختزل الحزب والدولة والوطن بشخصه اذ صفى كل من يعترض طريق تسلقة السلطة .
منذ اول سنتين من قيام الانقلاب خاض العراق حرب الاكراد والتي استمرت حتى عام ١٩٧٥ والتي خسر فيها ابناء الشعب العراقي الالف من الضحايا وبعد فترة هدوء استمرت خمس سنوات ادخل النظام العراق في حرب مدمرة مع الجارة ايران والتي كانت حديثة العهد بنظامها الجديد اذ بدءت الحرب بتاريخ ٢١/٩/١٩٨٠ وستمرت حتى عام ١٩٨٨ الشهر الثامن لتضع اوزارها والعراق مثقل بحيش جرار واثار حرب مدمرة وبعد سنتين من نهاية حرب الثمان سنوات مع ايران يعود النظام ليدخل العراق في ازمة كبرى لم تكن متوقعة ولكن هذه المرة (يضع النظام العراق امام كارثة تمثلت في غزو دولة عربية جارة تساندها امريكا والغرب باجمعه ).
وبذلك جعل النظام راس العراق يناطح جبروت العالم في اكبر حلف دولي شكل لغرض اخراج العراق من الكويت ومع هذا القرار الذي اتخذه النظام دخل العراق نفقا مظلما له بداية وليس له نهاية اذ لازلنا نعيش تحت وطئتة الى هذا اليوم ، ومن ذلك القرار بدء الجوع والتخلف والدماروالتراجع اثر حصار قاتل فرضه العالم على العراق عقابا على جريمة غزو الكويت وتهديد بئر النفط في السعودية .
لم يعرف العراق من ذلك الانقلاب ( انقلاب عام ١٩٦٨) سوى الحروب والحصار والمقابر الجماعية والموت المجاني حتى لمن يحلم انه يتكلم على النظام حتى اصبح الشعب العراقي بين سجين في الداخل او معدوم او مهاجر خارج العراق اذ بلغ عدد من هاجر من العراق قرابة ٥ مليون مواطن وبين من وصلت به الامور ان يبيع شبابيك بيته واثاثة حتى يعيل افراد اسرتة المنهكة .
لم تعرف اجيال الخمسينات والستينيات والسبعين سوى الحروب اذا عاش الشباب انذاك بين جندي مكلف استمرت خدمته ثلث عمرة ( مواليد ٥٧ خدموا مكلفية واحتياط في الجيش مايقارب ١٤ سنة) وهكذا بقيت المواليد الاخرى وبين احتياط او هارب في الهور او الصحراء او متخفي يخاف من خياله اذ شبح الاعدام يطاردة .
بتلك الثورة او الانقلاب ان صح الوصف لان ماحدث اسوء من ثورة او انقلاب بل يمكن ان يسمى قرصنة او سرقة للسلطة في وضح النهار .
مع ذلك الانقلاب خسر العراق ثرواته الهائلة ماديا وبشريا والتي كانت تكفي لبناء دول وليس دولة، كاد العراق ان يصبح دولة متقدمة لو لا تلك السياسات الصبيانية المتهورة والتي جعلت العالم كله يقف ضد الزمرة الحاكمة في العراق انذاك
وليس غريب ما حدث رغم قساوته ولكن الغريب هو من يحن ويترحم على ذلك النظام المقبور ويمجد بذلك الانقلاب المشؤوم ويسميه ثورة ويتمنى تكرارها وختاما نقول لكل من يحلم ان ذلك حلم بعيد المنال فلم تعد الظروف والا العالم صالحة لزمن الانقلابات وحكم العصابات ومهما حدث من فشل بعد التغير لكن اثار النظام المدمرة وضحاياه سوف يبقون يحملون شهادته سوداء بحق النظام وتباعة فلا يغرنكم بالله الغرور فالناس سرعان ما تسترجع افعالكم بعد ان تزال عنها اثار الفشل الجديد والذي هو سبب من اسباب فشلكم الكبير والعظيم وحريمتكم الكبرى بحق العراق والعراقين والمنطقة فكل مواطن عاش عصركم يحمل لكم ارشيف اسود من افعالكم وان كان البعض بغضا بعلي لايظهر ذلك وكما يقول القول السائد (ليس حبا لمعاوية ولكن بغضا لعلي ) انتهى مصيركم بحفرة في الدنيا و عند الله لكم حساب عسير .
https://telegram.me/buratha