د.حيدر البرزنجي||
إن بعض الرأي إثم – أو حماقة
الكلمة النقية : أما أن تكسب فيها صديقاً - أو تخسره .
- أفضل الآراء ماجاء عن تأمل ، وأسوأها ماكان ردة فعل
الحوار – الجدال – النقاش – الرأي – المناكفة – الموضوعية .
كلما زادت حقول المعرفة ، تقلّص المتخصصون في نوع محدد منها ، حتى انقسم العلم الواحد ،الى اقسام متعددة ، يحتاج كل منها الى دراسة مستقلة .
ذلك مايظهر عند الشعوب بالاستعانة فيما يسمى (الخبراء) الذين تخصصوا بدراسة علم بعينه ،ليصبح ما يقولونه أقرب للصواب .
لقد تشعب الحديث بين الناس بدوره الى : حوار وجدال ونقاش ومناكفة .
فما الفارق بين من هذه المسميات ؟ ومتى وكيف يظهر أي منها على حساب الآخر ؟ وما النتيجة المعرفية المتوخاة من كل صنف؟.
1- الجدال :اشتقت من (جدل ) الحبل أو ماشابه ،أي جعل اجزاءه ملتفة على بعضها بمتانة ،وقد شبه الكلام بذلك حين يحاول كل من الأطراف المشاركة ،أن يجدل حججه وكلماته ليقيد بها كلام الآخر ،وهذه الحالة يسودها التغالب ،لأن كل طرف فيها يعتبر نفسه مالكاً للحقيقة وماعلى الآخر سوى القبول .
2- النقاش :من نقش الشيء (القماش أو غيره) جعل فيه نقشاً ظاهراً لايزول اثره ،وهذا مايفعله كل من الاطراف المشاركة فيه ،حيث يحاول كل منهم جعل كلامه وحججه اشبه بنقش يترك أثراً في الآخر لايزول .
3- الرأي : من رأي الشيء ،نظر إليه وحدد محتوياته وأبعاده ، لكن الرأي قد يقع في مجال الاشتباه إذا لم يسبقه تأمّل ،إذ قد يقع قائله تحت طائلة المسؤولية – حتى في الدول الديمقراطية – فكما أن حرية الرأي مكفولة بالقانون ،كذلك حماية الآخرين من الضرر مكفولة ،وأكثر البلدان عرضة للاضطراب هو من تكثر فيه الآراء وتقلّ الرؤية ،فالرؤية عقل وحكمة ،والرأي خليط من عوامل مختلفة تغلبها المشاعر والاندفاع – غالباً -.
-4- الحوار :من أكثر المصطلحات اشتقاقاً ،فهو المادة البيضاء للكتابة ،والحوّار ابن الناقة الرضيع يثير حنينها ،والحواريون خاصة الرجل يأنس اليهم ويستشيرهم ،واطلقت على تلاميذ المسيح ، والحوار غالباً يتم فيه تبادل المعلومة والرأي ،حيث ينطلق كل طرف من اعتبار امتلاكه لجزء من الحقيقة تكتمل او ترتقي بما يمتلكه الآخر .
-5- المناكفة :قد تكون مشتقة من (المناقفة )قذف الحصى والحجارة بأطراف الاصابع أو بواسطة أداة خاصة (النقيفة – المصيادة) واستنكف : تكبّر وترفع ،وناكف :عاند ،وردّ الكلام بقسوة .
ثلاثة من هذه المصطلحات (الجدال – النقاش – المناكفة) غالباً ماتنتهي بخصومة مع تشدد كلّ طرف لما يقول ، الحوار وحده ينجو غالباً من تلك الاشكالية .
-6 : الموضوعية – أي النظر الى مادة الحوار ذاتها بما تحمله من مضمون ومحتوى ،والبحث بطبيعتها ذاتها دون ادخال زوائد أو رغبات تحرف حقيقتها فتضيف عليها ماليس فيها ،أو تحذف وتلغي ماهو من مكوناتها .
https://telegram.me/buratha