المحامي عبد الحسين الظالمي||
الانتخابات في العراق لا تتحكم بها الاطر العلمية والتجارب العالمية في مجال الانتخابات تحكم مطلق بل تاخذ هامش محدود من هذه المساحة ( العلمية والعملية ) .
الانتخابات في العراق تحكمها امور قد تختلف عما سواها ، اهمها المزاج لشخصية العراقية والرمزية والميل الفطري لدى الشخص العراقي في اتباع الرمز سواء كان عشائري او حزبي او مسوول حكومي والقضية الاخرى التي تتحكم بموضوع الانتخابات هي ثقافة اهمية الانتخابات فكثير من الناس تنظر للانتخابات على انها مجرد ممارسة قد تدفعه للمجاملة بها او لتحصيل مصلحه محدودة او لتلبية رغبه ولائية عشائرية كانت او حزبية او حكومية المهم ان تحقق عند البعض رغبه او ميول او مصلحة ما وهذا الوضع يحكم الطيف الاغلب للناس ،
وكثيرا من الناخبين يعتمدون على غيرهم في اداء اصواتهم نتيجة الامية الانتخابية ، لذلك اهم عوامل التاثير في راي الناخب هي
اولا: الولاء العشائري... نسبة المشاركة في الريف تصل الى ٧٥ ٪
من نسبة المشاركة في المدن نتيجة هذا الدافع .
ثانيا : دافع المصلحة وهذا يتجسد في اعطاء الاصوات لمن يملك السلطة او المال لذلك ترى المسوولين يحصدون اعلى الاصوات نتيجة الاستغلال الوظيفي للمنصب لخدمة انتخابية ( سوف يحقق الكاظمي ماحققه المالكي سابقا او قريب منه ). واصحاب الاموال الذين يشترون اصوات الناس بطرق شتى .
ثالثا - الميل الفطري لرمزية المتجذرة في نفوس البعض .
هذا الامور التي تخص نفس الناخب العراقي وتبقى عملية الادارة لملف الانتخابات تشكل الجناح الثاني للفوز
اختيار المرشح على ضوء ما ذكر اعلاه
( عنصر عشائري مثلا ) ثم العمل على استغلال النزعة العشائرية في عملية التحشيد له .
او ترشيح من يملك زمام السلطة او المال والعمل على توظيف ذلك لفوزه
او الانتماء الحزبي وتقسيم المناطق وفرض الاوامر في تحديد من ينتخب في تلك المنطقة وبشكل اجباري ملزم
. ويبقى الهامش القليل جدا وربما يصل الى الربع من العملية يعتمد على القواعد العلمية للانتخابات ولعب السياسية مثل العمل على اشاعة اجواء الاحباط والتشجيع على عدم المشاركة لتحقيق (خطط الحصر) او مايسمى بفراغ الساحة لتبقى فقط لمن يمتلك الولاء الحزبي او العشائري
لذلك نقول في الانتخابات القادمة سوف لم يتغير شىء كبير جدا في الوسائل ويبقى الفيصل اختيار نوع المرشح سواء كان في العشيرة او المسوول فيما يبقى اختيار الحزبي في نفس الدائره ولكن ربما يكون بغطاء المستقل او غير المجرب .
وعليه سوف نقسم الساحة الانتخابية الى ريف ومدن وسوف تكون مشاركة الريف اكثر من المدن كما حدث سابقا وبالتالي سوف تكون النزعة العشائرية هي الطاغية ويبقى الصراع في عملية اختيار المرشح ونوع توجه (والذي يهم الاحزاب ولا يهم العشيرة ) لان العشيره همها اختيار احد ابنائها اما الحزب فما يهمه اختيار من هو اقرب الى توجهاته من مرشحي العشيرة .
اما المدن والمستقلين فاسوف تتحكم بهم لعبة نسبة المشاركة من عدمها وحجم الضخ الاعلامي والاشاعات
ومن هنا نخلص الى نتيجة ان الدوائر الفردية والانتخاب الفردي سوف تخدم اصحاب الولاءات اكثر مما تخدم اصحاب الاختصاص والتجربة والنزاهة وهذا قد يختلف قليلا في المدن الكبرى التي تتحكم بها السلطة والمال والافكار والمصالح والاشاعات والضخ الاعلامي .
والذين حققوا فوزا في الانتخابات السابقة هم من اجادوا عمليه توظيف ماذكر اعلاه وتنظيمة بشكل دقيق ومدروس (اختيار المرشح. حصر الانتخاب .
تنظيم اسلوب المراقبة وجعله عنصر فعال في عملية الانتخاب من خلالالاعداد الكبيره لمراقبين والذين هم ناخبين وكذلك سيطرتهم على محيط المركز الانتخابي وهي عملية شراء اصوات ذكية تعتمد على دفع اجر المراقب ).
لذلك لايمكن فصل العملية الانتخابية في العراق عن هذه المؤثرات التي تحدد المساحة على من يحلل الاجواء الانتخابية وفق المعيار العلمي والتجارب العالمية.
الامر المحوري في الانتخابات القادمة هو توجه المرشحين الذي سوف يكون محط الصراع والذي يراد منه توحيد التوجه ( السني الكردي (امريكي) مع ما يفرز من توجه شيعي والذي كان تحكمه المخالفه في هذا التوجه في الغالب، فهل يتوحد التوجه ام لا وسوف يبقى نفس التنوع في التوجه .
https://telegram.me/buratha