مازن البعيجي ||
الغدير تلك الحادثة التي تكلمت على عظمة أمير المؤمنين عليه السلام ونوع "موقعه" الخطر من الرسالة "والاسلام المحمدي الأصيل" الذي يحمل مسؤولية القرآن مصداقاً أوحد ومتفرد كلما تقدم الزمان أنحصر التكليف به ممثلاً لهُ!
ولكن تلك "الحادثة" ليست "عابرة" أو بقيت ذكراها "كفلكلور اسلامي" تراثي يحتفل به بعض المسلمين من الشيعة كأي حادثة عابرة! أو قل هناك من يريد لها أن تكون عابرة لا تتعدى "قيمة التهنئة والمجاملات" بين المؤمنين بأعلى سقف لها ، مناسبة "منزوعة التأثير والفلسفة" التي يمكن أن تكون أطلالة على عميق المعاني إذا ما وجهت الوجهة الصحيحة!
فهي ليست كما يراد لها أن تكون "عبارة" عيد يفرح به الشيعة والمسلمون كالبكاء في عاشوراء الغير منتج لأهداف كربلاء!!!
حادثة لو ركزت عليها وعلى "لحظة الطوارئ" التي نزل بها الأمين جبرائيل عليه السلام وهو يحمل "برقية مستعجلة" وأمر في عمق الآية "جلل" لا يحتمل التأخير والتردد!
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة ٦٧ .
جملة قرارات وتطمينات ووضع ما في عمق الأية في قبال الرسالة طوال سني مضت من التبليغ ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ )؟! غريب هذا الكلام ويحمل قرار خطير ونوعي يراد من هذه الأمة المجتمعة التقوائية يفترض! فهمهُ وتدارسهُ ونقلهُ وأخبار البقية من البشر به! لا الانقلاب عليه وكتمهُ والتنصل عما حدث وقتها .
حادثة علينا مع تكرارها والأحتفاء بها أخذ منها ما يجعل الأنتماء لعلي عليه السلام أنتماء حقيقي ولا "فساد" فيه أو "رياء" أو بيعة تقف خلفها "المنافع والوصولية" التي يمارسها اليوم الكثير من شيعة العراق ممن حضوره هذه البيعة هو ذلك الحضور الذي "أنقلب" به الأخوة في "الجهاد" ومؤازرة الرسول وقتها وممن اراد جبرائيل منهم نصرة فلسفة البيعة المستمرة على طول خط وجودها كما هي كربلاء المدرسة التي منحت البعض قوة وشجاعة ونجابة وطهر! لا وسلة لأستغفال البسطاء والركوب على أكتافهم! جسراً يوصلهم لشهواتهم والشذوذ!!!
من هنا علينا معرفة أن بيعة الغدير بيعة الحاضر الذي يمثل طرفه "دولة الفقيه" وطرف اخر المنكرين لها ممن أقسموا أنهم لم يكونوا حاضرين عند نزول جبرائيل وهم من قال وقتها بخ بخ لك يبن ابي طالب ..
وهم نفسهم رافعي شعار هيهات منا الذلة واصحاب بيعة "الولاء" هم ذاتهم اليوم ادوات الأستكبار وعملاء السفارة ممن رهنوا العراق للمحتل وأبعدوا اصحاب البيعة الحقيقيون ومن نزلت بهم الاية والرواية!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha