مازن البعيجي ||
كلما أمعنت الفكر والرجوع الى حادثة "الغدير" والعيش بالخيال في تفاصيلها التي تخبرك عن وضع غير اعتيادي واستنفار أعلامي وتحسب لأمور كثيرة يخشى منها تحدث على تلك "الرسالة الواضحة" ومثل محمد النبي صل الله عليه وآله يقودها ويشرف عليها بكل التفاصيل المتصلة بالتبليغ أو تهيئة من سيكون بعدهُ في حال وفودهُ على الله الحي القيوم .
ومن حجم الأستعداد لمثل مشهد الغدير آية تنطق الحسم والتبليغ دون تردد ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة ٦٧ .
وحال التفكير بعمق ستعرف أن السماء تعرف ما سيجري على هذه الرسالة بعد النبي ولذلك هي تتخذ "التدابير" والأمور التي معها لا يخذل الحق أو قل تلقى الحجة على اهل الباطل والأنقلابيين في خط الوجود والتكليف! لأنها أمة وبيئة متعبة تخليصها من عقدها والنفس الامارة بالسوء المتجذرة امر ليس سهل المنال!!!
ولعل هذا الأكثار بالتأكيد كان لمعرفة السماء الدقيقة بمن "سينقلب" على الرسالة والرسول طمعاً في زخرف الدنيا وملذاتها ، وفعلاً كان خوف السماء محقاً والحدس صحيحاً فلم تمضي على وفاة المصطفى إلا ايام حتى أنقلب اصحاب الثفنات على منهج المصطفى وعترته!
وهذا يبدو "متكرر" في الأمم مع الصالحين والمصلحين ومن هم على خط النبي المصطفى ولنا في التاريخ العبر الكثيرة ، منها ما فعلوه بالمعصوم في كربلاء التي تخاذلت أمة تعرف أنه أبن بنت رسول الله وتعرف أنه سيد شباب اهل الجنة ولم تشفع له تلك المنزلة!!!
وقبلهُ فاطمة وعلي والحسن وهما ابناء واخو رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ، وعلى امتداد التاريخ تجد الخونة "وأخوة يوسف" يتكررون عبر التاريخ "ينكرون الغدير" ومن يمثلهُ!
ولو أبصر الحوادث القريبة بالأمس تنكّرَ الغديريون القشريون "للجمهورية الاسلامية" مع كل تضحياتها والمساعدات مالية وبشرية! ألم يكن ذلك "علي والغدير والناكرون!؟" وبالامس القريب قدم الح١١١شد الارواح قوافل من أجل العراق وأهله وبعد الدم لم يجف على السواتر وصور الشهداء والمقرات والابطال يقتلون ويحرقون أليس هذا "علي والغدير والغادرون؟!"
ما جرى هو كشف على "حقارة الامة" التي لم تبلغ بنفسها مالك الاشتر وعمار مضمون الاسلام الحقيقي الأصيل ، وليست تلك القشور التي ترفعها العمائم وهي مع جوقة منكري علي في الغدير وما بعده!!!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha