سامي جواد كاظم ||
لا يختلف ابراهيم عيسى عن الاجندة الداعشية التي تستخدمها الولايات المتحدة لضرب المسلمين ـ هذا اولا وثانيا تقنية قناة الحرة المهنية توجه رسالة لمن يمتهن الاعلام الاسلامي ( شيعي او سني) بانكم بلا مهنية ، هذه القنوات الاسلامية التي لا تحسن خدمة الاسلام بل تفرقة المسلمين وحتى برامجهم التي يعتقدونها انها تخدم المسلمين هي العكس وذلك لانعدام المهنية ، فالاعلام الذي يستهدف الاسلام ليس بالضرورة يكون في خبر او تقرير او مسلسلة او اغنية او افلام درامية بل في برامج دقيقة ورصينة مثل برنامج مختلف عليه الذي تعرضه قناة الحرة من تقديم ابراهيم عيسى .
هذا الرجل مثقف بدرجة عالية من حيث اطلاعه على التاريخ الاسلامي وقد وظف بعض الاحداث الاسلامية المثيرة للجدل في رواياته التي اخذت صدى واسعا بين القراء فالرواية هي الاكثر رغبة للقراءة اليوم ، ولم يحسن المسلمون في استخدامها لعرض المحطات الوضاءة من التراث الاسلامي باستثناء القلة للاستاذ كمال السيد.
تابعت بعض حلقات مختلف عليه فوجدته معد بشكل دقيق لضرب المسلمين، كلهم ففي البرنامج الواحد يستضيف ضيفا يبدا اللقاء بدغدغة مشاعر الشيعة ثم يدغدغ مشاعر السنة واخيرا يضرب الاسلام بالصميم مثلا ضيف اسمه زكريا يقول مات النبي ولم يوص فغضب الشيعة واستانس السنة ثم عاد ليقول ان الصحابة تركوا النبي حال وفاته وذهبوا ليتقاسموا الخلافة وعندما منحوها لابي بكر قال عمر انها فلتة فاستانس الشيعة وغضب السنة ، ثم عاد ليقول ان المعوذتين ليست من القران وان الصيام ليس بواجب وهنا غضب الاثنان ، وبدلا من استئناسكما وغضبكما لماذا لا تستطيعان اعداد برامج اعلامية تعمل على الوحدة الاسلامية .
وعاد هذا المختلف عليه ابراهيم عيسى ليطعن بابن عباس وكان البرنامج مخصص للقضايا المثيرة للجدل او للاعلام الاسلامية لكي يستهدفها مثلما استهدف الشعراوي بعدما راى له جماهيرية واسعة في مصر .
الوطن شيء والخلافة شيء يا جناب عيسى فمسالة لا يجتمعان فاقول لك بالمصري ( طز) بالوطن والخلافة ان لم تحفظ كرامة الانسان ويحصل على حقوقه كما قال امير المؤمنين علي عليه السلام ان الخلافة لا تساوي شسع نعله الذي يرقعه ان لم ينصر الحق ويزهق الباطل ( شسع النعل هي قطعة الجلد التي تكون بين اصابع القدم)
اعود للقنوات الاسلامية المتناحرة فيما بينها وحتى التي يقال عنها معتدلة تعمل على نشر الاسلام اقول للجميع ان مهنيتكم على المحك والدليل انكم لم تؤثروا بالطرف الاخر قد يستانس ممن هو على شاكلتكم لكنكم لم تحصنوا الشباب ولم ترغبوا الاخر بالاسلام ، والزيادة في المسلمين فضلها للقوانين الاسلامية بالدرجة الاولى وللشعائر الاسلامية الرصينة التي بدا العدو ( ال سي اي ايه) استهدافها .
امريكا نجحت في استهداف الاسلام فمثلما سخرت الدواعش باعتراف كلنتون لضرب الاسلام فانها ايضا سخرت ابراهيم عيسى لضرب الاسلام اعلاميا ، وفي نفس الوقت لا يوجد برنامج اسلامي على غرار هذا البرنامج دون ان يظهر بمظهر المدافع عن الاسلام ضده بل لنشر التراث الاسلامي المغيب يقول الامام الرضا عليه السلام " لوعلموا بمحاسننا لاتبعونا" فللاسلام محتسن يعمل المختلف عليه تسويفها او تشويهها.
التراث الاسلامي غني بكل ما يرتقي في الاسلام ، التراث الاسلامي الشاهد على تزوير الاجندة الصهيونية لبعض محطاته مثلا تزوير مقدمة ابن خلدون الذي ينتقد الاعراب وليس العرب المسلمين وغيرها وغيرها .
اقول ان الاعلام الامريكي وهو احد اسلحة الحرب الناعمة سوف لا يهدا له بال الا اذا تمكن من تضليل عقول الشباب المسلم ومن لم يضلل عقله المشكلة يصبح متشدد ضدهم والقلة القليلة هي الواعية ومغلوب على امرها والسبب بمن يتصدى للقيادة الاسلامية وكثرة الاعداء ولان القيادة اكثر من شخص مختلفين في كيفية الدفاع عن الاسلام فينتج عنه ثغرات تؤنس ابراهيم عيسى ليجعل منها مادة دسمة لبرنامجه واتحداه في النقاش العلمي الذي يخدم الانسان اي انسان ليس بالضرورة مسلم بل مسيحي يهودي بوذي مهما كان معتقده ، ولكن ماذا نفعل لمن يريد ان يتصدى للقيادة وهو لايملك المهنية بل يملك النزعة العصبية التي تزيد من الطين بلة
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha