الحديث عن النجف الاشرف لا ينفك عنوانه عن السيد الخوئي (قده) في زمن الحرب العراقية الايرانية لانه محور الامة ورمزها , وهناك ملازمة لشن الحرب ضد مذهب اهل البيت (ع) تحت عنوان عملاء ( ذيول )وان الشيعة فرس مجوس, وعنوان تصدير الثورة وغيرها من الشعارات البعثية التي صبت على رؤوسنا , كان موقف السيد الخوئي (قد) لا يحسد عليه , تصله الاخبار باعتقال المعممين بشكل مستمر , لكنه صبر كالأنبياء , انا على ثقة لو أنّ مجتهداً غير الخوئي (قده) كان في تلك الفترة لكان رايا اخر .
تعودنا الخوف وتعايشنا مع القلق واحتمال الاعتقال في كل يوم لا سيما عندما يحصل هجوم عسكري في جبهات القتال كان السيد الخوئي ى(قد) يقول للمقربين : يمكنني أن أخرج من النجف قبلكم بسهولة(وهم يرغبون ذلك ـ يعني البعثيين ـ) وأتخلص من عذاب صدام وضغوطاته لكن أخاف أن يقال: الشيخ الطوسي أسس الحوزة العلمية في النجف الاشرف , ثم جاء الخوئي وهدمها. لن اعطيهم فرصة بتهديم الحوزة ,من هذا الموقف تعلمنا موقف الرجال العقائديين وصلابتهم , تعلمنا دروساَ حسينية كيف تطبق في الواقع وليس شعارات فقط .
في تلك الاجواء تعرفت على النخب العلمية والعوائل المجاهدة الكريمة من خلال تواجدي في جامع الخضراء , فكنت امارس اعمال البناء كوني اجيد تلك المهنة , فكانت معرفتي بالشهيد السيد صابر الشرع رحمه الله , مفتاحا لمعرفة علماء اخرين ,كالسيد مهدي الخرسان الذي تربطني به علاقة وقصص مهمة سأذكر بعضها . وكذلك الشيخ الشهيد حافظ السهلاني الذي اختطفوه من سيارته ومعه عائلته في طريق نجف كربلاء وكان ذاهبا لزيارة الحسين (ع) وتم تصفيته , وكذلك الشيخ احمد البهادلي الرجل المؤمن دائم الابتسامة , والسيد صالح الخرسان وغيرهم .
وعرفت ان السيد صابر الشرع رجل حركي له علاقات جهادية مع شاب من اهل المشخاب عرفت اسمه ابو علي .!! ومن الشخصيات التي تعرفت عليها بالوثاقة .. السيد محمد حسين مير سجادي نجل بنت السيد ابو الحسن الاصفهاني , والشيخ حسين باقر الذي تم تسفيره بعد مدة, وتعرفت بالوثاقة على السيد مجيد الخوئي والسيد الشهيد محمد حسين الحكيم والسيد صالح الخرسان واخرين . وكذلك الحاج المجاهد مهدي البلاغي . ومن خلال السيد الشرع تعرفت على السيد الشهيد محمد حسين الحكيم .
رأيت في هؤلاء وامثالهم كيف تجسد شعار الامام الحسين (ع) .ألا وإنّ الدعي بن الدعي ( صدام وحزبه في عصرنا ) قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر). هذا شعار مثل امامي تلك الفترة. فوجدت نفسي اقوى من قيد الظالم . ووجدت منبر الحسين(ع) اقوى الاصوات يهز عروش الظالمين .
بداية سكني في النجف ,كان صعبا جدا ,لأني تركت عملي ومورد رزقي ,لا يمكن ان اصل الى مقر عملي مطلقا , بداية نزلت ضيفا في بيت خالي المرحوم نجم عبود عاشور الذي يسكن قريبا من الحرم الحيدري المظهر , اتذكر وصيته , ان لا اذكر سبب نزوحي الى النجف لأي انسان , واوصاني ان اغلب العاملين في الصحن الشريف والمقبرة والكراجات واغلب اصحاب البسطات بجوار الصحن وسوق الحويش وشارع الصادق , اغلبهم وكلاء وعيون للأمن . وفعلا كانت فكرته صحيحة جدا , لان مقر سكني في النجف استعصى معرفته على الحزب والاجهزة الامنية في البصرة , وبدأت ابحث عن دار للسكن وقررت انقل عائلتي من البصرة الى النجف
https://telegram.me/buratha