مازن البعيجي ||
لا أحد يقول أن ثمن "الجهاد في سبيل الله تعالى" هو ثمن هين وبسيط! بل هو العكس تماماً الجهاد في سبيل تعالى في كل صنوفه أمر يحتاج الكثير من العناء والصبر المؤلم!
وذات "معرفة الجهاد" في النفس عند تعرضها للشهادة بقناعة الدفاع عن كلمة الله تعالى العليا ودينه الذي سبقنا المعصوم عليه السلام وأسس مدرسة سميت "مدرسة الفداء" ، بل وذات الصبر على الطاعة في ميادين الحياة الكثيرة التي تخلق تقوى تليق بالمدافع عن دين الله تعالى وعن العترة المطهرة الفخر والنموذج العظيم للأسلام المحمدي الاصيل وهذا الولاء والوعي والصبر على الشهوات والطاعات وترك ما نهى عنه القرآن والرسول ( يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) الاعراف ٣٥ .
انجاز للتكليف وفق ما اراد القرآن الدستور لنا هو شيء لمن بلغ وتذوق طعمه لن يبدله بكل ما زخرت الدنيا من ملذات بالغة ما بلغت! لكنها الغفلة والجهل في مثل ما يعيشه المجاهد الثابت على عقيدتهُ فهو يرى الأمور بعيون مبصرة تريه حقائق الأشياء وجميل أثرها ، ولك أن تتخيل أي أنس كان يعيش به الكثير من العلماء المتصدين للباطل والشر؟ ولعل مثال الولائي اليقظ والثابت "المؤسس" روح الله الخميني العظيم ونوع ثقته بالله سبحانه وتعالى كيف قلب الدنيا وأسس "دولة التمهيد العظيمة" والسؤال بمن تأسست؟ تأسست بتلك الجماجم التي عرفت الله جل جلاله من خلال ما بذلهُ العلماء الربانيون والمجاهدون في الساحة "الفكرية والثقافية" ومنعوا حصول اللبس أو استدراج لأي أحد ممن وقع تحت تكليفهم فكانت هذه الدولة التي تدفع ثمن من الألم والدم والقهر والحصار والتشويه ولعل ختام كل من مدافعيها هو الموت!
لكنهم غير متوقفين بل منتظرين بشوق الى ذلك الختام ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الاحزاب ٢٣.
الثبات الذي سيورث "دولة العدل الألهي" وقدوم المصلح الحقيقي ليوقف الباطل والشر المطلق! ولا تحمل هم من سقط في الأختبار وتغيرت له القناعات مهما كان مقامه وتاريخه العبرة بحسن الخاتمة التي تأتي مع يقين الإنسان بالله تعالى على نحو الملكة الثابته لا المتحركة وفق المنافع!!!
لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ) آل عمران ١٩٦.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..