مازن البعيجي ||
كم كانت تلك اليد تقف خلفها بصيرة ، وتقوى ، وورع جعلها تصافح انواعاً من "المجاهدين" في الكرة الأرضية وتمسح على "رؤوس يتاماهم"؟ وكم كانت عاشقة للحسين بوعي وعلى صدر الحاج لطمت تندبهم؟ وكم توضأت لنافلة أو تجهد في قلب الليل؟ وكم مسحت من على عيون صاحبها دموع الشوق ، والخوف ، والخشية ، والرجاء؟
يد لم تلوثها المطامع ولم تستدرجها المغريات ولم تحيد بها نحو مواقف الحياد ، او تراخت عن فعل الخير والدفاع عن الفقراء والمستضعفين والمشردين ومن مرت بهم النكبات والويلات؟ يد قضبت على السلاح وعلى الطاعة والفلاح والخدمة في كل اشكالها وجابت الارض طولاً وعرض تبحث عن رضاهُ تبارك وتعالى.
أنه اليد المقطوعة الممزقة المحترقة التي أبدت إلا ان تكون كيد "ابي الفضل العباس" حامل الراية والجود والسيف تذود عن الحسين عليه السلام . يد كانت من العفة والنجابة والطهر ما شهد به كل من عرفهُ وسمع به ، يد المؤمن ، الثبت ، الورع ، المقاوم ، المتوكل الذي ما خط بها باطل أو خدعة أو تخاذل!
يد تعلّمُ أيدينا الآثمة والتي تلطخت بمختلف الذنوب والخطايا ، بل يعلم الله أنها كم حملت أوزاراً وذنوب وكم خطت باطلاً وتقصيراً وكم حرضت وكم تحركت تشير تؤيد السوء وترفع عن الحق دفاعها ، الفرق بين يدهُ وأيدينا هي قصة من عرف الدين حقيقة واليقنا ..
ليس مطلوب منا أن تقطع مثلهُ أيدينا بل مطلوب من أيدنا أن تقطع علاقتنا بالباطل وما يشين ، وأن ترجع مسرعة الى توبة واقعية وتتوضأ لصلاة ليس بعدها غير الجنة ورضاه ثم الألتحاق بمن هم ربان السفينة ..
يد قاسم تمثلني ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha