مازن البعيجي ||
سؤال بدهشة! يخبرنا حجم أشياء كثيرة جداً وخطيرة إذا ما قورنت "بالثقافة العاشورائية الحالية" ، لأن العبارة أطلقها من كان عارفاً بقيمة ووجود مثل الحسين عليه السلام بمسرح الحياة يغذيها الكرامة والأباء والعزة والرفض للباطل ، مدرسة شرعت أبوابها ومثل أبي الأحرار يقود منهجها الذي يخرج الأبطال والمقاومين والمدافعين عن العقيدة والأسلام المحمدي الأصيل الحسيني .. "أنبقى بعدك" جملة وحال غير متصور أن نبقى بعد رحيلك لأنك تمثل الحياة والأنفاس والأنس والهجرة حاصلة بالضرورة لو أنت غادرت الدنيا ( لا طيب العيش بعدك يا أبى عبد الله ) جملة أخرى تعزز وتكشف أن الدنيا بلا الحسين بجسده ومنهجه الذي خطهُ في الدنيا لا تطاق والعيش فيها محال للحسينين واصحاب البصائر ومن يعرفون التكليف الشرعي وهدف وجودهم في الدنيا .
ولابد أن يمتد هذا الفهم فهم ( أنبقى بعدك ) و فهم ( لا طيب العيش بعدك يا ابى عبد الله ) الى ما بعد حياة الحسين المعصوم عليه السلام ، لنترجم وتترجم الأجيال أن لا "حياة" من دون "مبادئ وقيم الحسين عليه السلام" ، والعيش دونها هو محالية البقاء والكرامة والعزة والأباء الحسيني مغادر!
والعيش غير طيب ومثل المكلف والمؤمن غير حامل لوصفة الرفض والمقاومة ، لأن وقتها سينتشر الذل والخنوع والأستسلام والتنازل عن المبادئ وما أراده الله من عزة وقوة وكبرياء للمؤمن!
هذا ما جعل القوم يرددون عبارة ( أنبقى بعدك ) لأنهم وفق منطق المنهج الحسيني الذي وصلت له أنفسهم الحياة محالة وينغصها ألف شيء وشيء!
وعليه لابد من أحياء فلسفة وعمق قضية الحسين عليه السلام وهي تلبس المجاهدين هذا المعنى الأحيائي الذي يمنح رؤيا غير تلك التي يحاول "فاقد البصيرة" جعلها فلكلور وتراث ترفي لا يهز ولا يحرك فينا قضية تمس جوهر الصراع الأستكباري الأسلامي ، ومن هنا عندما تم أحياء ذا المبدأ عند خمينينا العظيم أنتج "دولة الفقيه" التي تقود اليوم الرفض الحسيني مؤسسة به محور ودول ممانعة تتحكم اليوم "بالمشهد والقرار العالمي" وتمهد لما أنشأت له مدرسة الحسين بالأصل..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..