مازن البعيجي ||
كلمة كنتُ قديماً اسمعها من الخطباء والأستاذة دون ترجمة ذوقية أو تفسير روحي لها ، وهي الكلمة التي قالها أحد أصحاب الأمام الحسين عليه السلام وهو عابس الذي لم يتحمل فؤادهُ الملتهب عشقاً والمتيم غراماً فصار يصرخ ( حب الحسين أجنني ) أي أدخلني مرحلة الجنون دون فقد العقل والبصيرة ، جنون من نوع أخر تتمناه العلماء ، والحكماء ومن علت رتبتهم في العلم والعرفان .
لتكون هذه الكلمة المملوءة أيقونة ودلالة وعلامة في طريق السائرين بصدق وأخلاص نحو كعبة العشق الحسين عليه السلام ، غراء جامعة مانعة تلك "الكلمة" يوم تفجرت بها جوانح عابس الذي خلق بروح وجسد وعطر جديدين لأن حب الحسين خالط قلبهُ النقي وكيانهُ الذي أشتراهُ بدموع وقطر دم من الصدق بمكان علي!
وبعد شوط من عمر طويل صرتُ أفهم ذلك المعنى الرائع والجميل والآخاذ وأفهم كيف يُجن الأنسان عبر الغرام بمن يملأ ذلك الأنسان كل جوانحه لتخضع الجوارح حد تقطيعها طائعة راضية مرضية تهب كل شيء لأثبات ذلك الجنون أنه منتهى العقل والكياسة والتجارة مع خالق الحسين عبر قناة الحسين .
ولعل مشاهد مختلفة في اصقاع العالم التي تحتفي بشهادة الحسين وأنواع التعابير على ذلك الجسد المرمل والمقطع أرباً تعرفك نوع الجنون الذي تلبس به عباس أو أي أحد كانت الطف ترسم له مشهد الخلود ..
الشيعة الكشميريون بالقوارب يحيون ذكرى الحسين عليه السلام ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..