مازن البعيجي ||
جمعتني به صدفة غريبة وأنا أبحث عن هوية في زمن البعث وتحديداً هوية التصنيع العسكري وقتها ، وهذا الأمر كان من الخطور بمكان ولا احد يستطيع الكلام به فضلاً عن تنفيذه! وشائت الصدفة أن اتعرف على سائق سيارة أجرة بين عمان والعراق وفي بيت صديق لي من منطقتي ودار حديث فقال أنا أعرف من يدبر لك الهوية غداً نذهب له وهو الوحيد يفعلها قلت له هل هو ثقة قال هو أبن عمي فزاد أطمأناني وجاء الموعد وذهبنا الى بيت من بيوت السادة الأجلاء والمحترمين في منطقة الاروفلي وجدنا السيد المقصود وهو شاب نوراني جميل الهيئة والطلة عليه وقار وحسن الخلق عذب الترحيب وبأعتبار أنا أتيت مع أبن عمه إذا أنا ثقة ولا خوف مني!
وبعد الترحيب قال السيد صديقي لأبن عمه سيدنا أريد هوية تزوير لمازن صديقي! ما أن سمع السيد هذه الكلمة حتى أنصدم وتغير لونه وقال ما أنا وقضايا التزوير سيدنا أنت ماذا تقول؟
أنا مت وقتها من الاحراج لأن السيد تصور أنني من الأمن أو الجواسيس فصار يتناقش مع أبن عمه سيدنا مازن ثقة قال ليس الموضوع ثقة او غير ثقة أنا رجل طالب حوزة ولا شأن لي بهذا الأمر!!!
خرجنا ولكن بأي حال أنا خرجت؟ بعد فترة رجعت لوحدي لهذا السيد الجليل أول ما شاهدني أصابه الوجل ولكن سرعان ما عرف أني بسيط وبريء ولا احمل خلفي سوء أو شر خاصة وكان عمري مناسب وصغير فمن تلك الصدفة المباركة أصبح هذا المعلم والحوزوي صديق لي ومعلم منه تعلمت كل ضروري العقيدة ، وكانت بهذه الفترة هناك أجتماعات في بيته الحاضن للمجاهدين من أتباع الولاية وعلى رأسهم الشيخ القائد فاضل العمشاني سفير الولاية والسيد جاسم الجزائري ذي الأبحاث العقائدية والأخ المهندس عندنان الكعبي أو مريم ذي الثقافة الراقية والجميلة والشيخ الدكتور طلال الحسن وشيخ ميثم وماجد والشيخ المجاهد المحامي علي الفريجي وغيرهم الذاكرة الخائنة لم تسعفني كل هؤلاء مقر أجتماعهم في بيت السيد جاسم الهاشمي وهو بيت العائلة بيت كان مآوى المجاهدين في زمن الموت والجواسيس ومنه تخرجت أمة من الشباب كان هذا البيت يرعاها ويطور من ثقافتها الإسلامية المحمدية الاصيلة حيث يسكن به أخوه جناب السيد عبد الواحد والسيد الجليل عبد الحسين رحمه الله وكان مقاولاً وله علاقات يدفع بها الشر عن هذا الاجتماع وتلك الرفقة العظيمة من شباب الأيمان وهم شبان يحملون هم أمة وتكليف ضخم رغم كل الموت الذي يحيط بهم والجواسيس وقد كانوا أروع مدرسة وقعت فيها ليستنقذني الله تبارك وتعالى من عمى العقيدة وفقد البصيرة .
وأستمرت علاقتي به حتى دخلت الحوزة عن طريقه وكان مؤثراً في كثيراً لخلقه الكريم والرائع والصادق وهو لم يفلت يدي حتى مع تقدمي بالكتابة والخطابة وكان موجها مخلصاً وراعياً حريص ..
وفي يوم ٢/ ٩ / ٢٠٢٠ وكان ذاهباً لزيارة رفيق دربه الاخ عدنان لأنه كان قد خرج من عملية جراحية صعبه وفي ذات الليلة وافاه الاجل بنوبة قلبية قطفت منا ذلك المؤمن الورع واليقظ والمجاهد منذ عرف التكليف وهو مدرسة للكثيرين بل هو من جيل تكراره يشبه المحال وفجع به كل محبيه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأنا لله وأنا إليه راجعون..
أسألكم الفاتحة والدعاء له ..
https://telegram.me/buratha