مازن البعيجي ||
أكاد أجزم أن جيلي والجيل الذي عاصر كل عظماء المدرسة الشيعية العظيمة والخطيرة هو جيل تفرد في أشياء كثيرة ندرت وستندر في قادم الأجيال ، يكفي أن جيلي عاصر مثل الخميني العظيم ومحمد باقر الصدر الفيلسوف وغيرهم من المؤسسين حماة العقيدة وذوي البصائر والعمق الفكري .
بدايات ذاكرتي قبل أنتصار الثورة الأسلامية الأيرانية حيث كنت وقتها قادمين من جنوب العراق لبغداد تحديدا عام ١٩٧٩ وهو عام الثورة الخمينية المقدسة المباركة ، وكيف بدأ جيش البعث والعساكر في مدينة الصدر يعتقل المئات من الشباب والعوائل الموالية لمحمد وآل محمد عليهم السلام ، كنت صغيراً لكن شهية السؤال ومعرفة ما يجري رغم قلة من يبوح أمام الاطفال كانت كافية لمعرفة ما يجري وتوثق ذاكرتي الصافية الأحداث وتتجه بي نحو حب الدين وتقليد هؤلاء الذين تمدحهم الناس وتثني عليهم ومنهم سادة وشباب عوام أخذوا من منطقة الاروفلي ومنهم الشيخ الذي نصلي خلفهُ بعض الأحيان وهكذا جرت لي القدم .
ليكبر حلم التدين وحب الدفاع عن أهل البيت حتى تحقق يوماً لأكون من أحد عمال السيد المولى محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف لكن كان لي فهمي الخاص ونظرتي الخاصة فيه والتي تغاير الكثير فأنا لا أراه إلا الشخص الثاني بعد محمد باقر الصدر من حيث ولائه للثورة الخمينية ولأسباب كثيرة كان لا يُظهر ذلك وظهر في طيات كلامه الكثير جدا ولعل قوله في كتاب اشعار الحياة عندما ذكر رحلته الى ايران وكيف أنها صلى خلف الأملي وكيف جاء معه ليوث الغاب حتى قال في قافية ..
ثم ذهبنا لصلاة الجــــــــــمعة
اذ كان ذاك اليوم يوم الجمعة
تقام في جامعة الطــــــــهران
بساحة وسيعة الـــــــــــــــعيان
يحضرها الالآف من مختلف
الصنوف والجند واهل الحرف
ومذ دخلنا كان شخص يخطب
قبل الخطابة التي ترتــــــقب
قيل لنا اسمه جوادي آمـــــــلي
شيخا على كرسيه قد يعــتلي
وعندما انتهى من الخطــــــاب
جاء الينا في ليوث الغــــاب
خامنئي امام كل البــــــــــــشر
وصاعد بصيته المــــــــنتشر
من تلك الأجواء ونحن جيل يتحدى الأمن والبعث والجواسيس وكثير منا ينزل معمم بطلب من السيد المولى الصدر وذلك حتى ترى الناس أن هناك حوزة وهذه أذرعها وأدواتها وهكذا تعلق المجتمع وقتها برجل الدين عندما وجد مرجعاً يتحرك معه في الساحة ويواكب كل تحرك الظلمة والطغاة ليمنح من هم في السجن أو على حبال المشنقة شجاعة حيرت الجلاد وهكذا نقل عن الكثير منهم الشيخ المجاهد علي الكعبي قدس سره وحسين المالكي وغيرهم أفواج كثيرة ضحت من أجل مبدأ أسمه ولاية الفقيه التي عمل عليها محمد محمد صادق الصدر عملياً ، مرحلة نجح البعث والجهال في أخماد جذوتها بعد أن صوروا أن الصدر عدو لأيران والحال غير ذلك بالمطلق!
فشكرا لله تعالى أن خلقني في زمن الخميني وأسال الله المضي شهيداً على طريقه ونهج ثورته التي هي حلم الأنبياء ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha