مازن البعيجي ||
يقول صاحب حديقة نظرة جميلة باسقة الطلع والأزهار ، جديد كل صباح أجلس فيها مع حفلة اصوات ما فيها من عصافير وبلابل برية تقطن في شجرها الرائع ، وهي متنفس اصبحت لا استطيع التنازل عنه خاصة في صخب الحياة المتسارعة بجنون!
ولي فيها ركن هو محل جلوسي وهناك شجرة ورود نادرة وعالية ومنها يتدلى علي بعض اغصانها والزهور ، وكلما هزها الهواء اشم ذلك العطر الآخاذ والجميل والممرع وهي طبيعة ذلك الورد النادر ودائم الخضرة ..
وكل يوم تكبر وتتفرع ورود جديدة وذات الطعم النقي اشمه تدور عليها فراشات متعددة الألوان بمنظر ساحر خلاب وهكذا ، ولكن صادف أن انشغلت عن سقيها كما كل يوم اتفقدها؟! وبعد فترة رأيت لون الورود تغير وذبلت الأغصان! وتغير ريح الورود بل اصبحت رائحة غير طيبة فاستغربت كثيراً ولكثرة ما اعشق هذه الوردة ذهبت الى مركز لرعاية البساتين وجلبت معي متخصص وبعد فحصها قال يا اخي اين مكان الكنيف وتجمع المياه الثقيلة قلت هذا وهو مكان لا يبعد كثيراً عن الشجرة! قال لي المختص حُلت المشكلة أعلم ان هذا النوع من الشجر إذا عطش ولم يشرب الماء بوقت مناسب ، لجذوره طريقة عجيبة تمتد وتطول وتاخذ الارض بحثاً من أي مصدر ماء مهما كان وهذه الشجرة عندما انشغلت عنها وقع جذر لها في ( البالوعة ) اجلكم الله ومنه صارت تاخذ السقي ولهذا تغير لونها والرائحة!
فيا صديقي كثيرة هي امورنا العائلية التي تشبه هذه الورود التي عندما لم تجد يدك الطاهرة والغيورة التي تسقيها ذهبت تبحث عن ماء وحين تجدهُ لا تتأخر في انقاذ نفسها ولو بماء أسن!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..