المقالات

أوَ تظنون أنكم الفائزون الرابحون؟!

1692 2020-09-12

 

حسن المياح||

 

متى يكون السياسي الحاكم , الترجمة الأمينة لمنطوق هذه الآية من القرآن ؟!

الله تعالى تحدث عن المؤمنين بأنهم يقتلوا ( بضم الياء ) شهداء , أو يغلبوا ( بفتح الياء ) منتصرين , وتلك هي الحسنيين . ولم يتطرق الله سبحانه الى الهزيمة , بإعتبارها ليست واردة في أجواء وأحوال المؤمنين الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة , وأنهم يقاتلون في سبيل الله , لأن طبيعة هدف تقديم وتفضيل الآخرة على الحياة الدنيا والجهاد الذي غايته رضوان الله تعالى يمنعهم من الهزيمة , أو النكوص , أو التسليم للأمر الواقع . ولذلك هم يكسبون الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى في كلا الحالين , ويكونوا في عليين عند مليك مقتدر رحيم كريم .

فالمؤمن يبيع نفسه لله , ولا يرى للدنيا ثمنآ في نفسه ; بل هو يشتري الدنيا بالآخرة , وتكون الآخرة هي الهدف الذي ينحوه ويطلبه ,  والغاية التي يبتغيها في كل عمل من أعماله , وفي كل قول وحركة وإرادة . وهذا هو الفوز بالسعادة الخالدة الذي يمثل الوجه الحقيقي لحركة الآخرة في وعي الإنسان المؤمن الرسالي وموقفه وفعله ونشاطه وقوله وخطوات مسيرته .

وهذا هو الإسلام الواعي الذي يهذب العقول , ويحيي الإرادات , وينشط الهمم , ويبعث الأمل , ويصحح مسيرة العمل والجهاد , ويرسخ الثبات العزوم ويؤصله , ويسعد الوجود الإنساني دنيآ وآخرة .

فأين هم السياسيون والحاكمون والمتصدون الذين يدعون عقيدة لا إله إلا الله , ويزعمون أن الإيمان ملأ قلوبهم , ونشطها حركة تقوى , وفعل إستقامة , لما تصدوا للمسؤولية , وإتخذوا على عاتقهم حفظ الأمانة الثقلية التي عجزت عن حملها السماوات والأرضون والجبال , وتحملها الإنسان نفسه , ليكون خليفة الله في أرضه , والصورة المثلى في السلوك الخير الصالح المبارك ,  والتطبيق العملي القويم المستقيم المترجم الأمين  .... ???

ويكونوا مصداقآ للآية القرآنية الكريمة :

( فليقاتل في سبيل الله , الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة , ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل  ~ بضم الياء ~ , أو يغلب ~ بفتح الياء ~ , فسوف نؤتيه أجرآ عظيمآ ) .

فلا ( تضموا ) عقيدة لا إله إلا الله بما فيها من تشريعات وأحكام وسلوك وأخلاق ومفاهيم , وتغلقوها وتمنعوا ترجمتها الصادقة الطيبة المثلى في واقع حياة الناس , و ( تفتحوا  ) وتطلقوا العنان , وتمكنوا للهوى أن يسود ويحكم , وهذا هو الذي أنتم ما فعلتموه , وتفعلونه , ولا زلتم فاعلين أقوياء أسودآ متنمرين شرسين متوحشين مجرمين ,  وتتقاتلون على إستمرار سيادته اللاهثة العابثة , وحاكميته القاتلة الناسفة , لتبيعوا آخرتكم بدنياكم ودنيا غيركم من الآثمين المجرمين .

 وبذلك تكونون أعداء الله جلت قدرته , من حيث أنكم الصورة المشوهة المحرفة , والسلوك المنحرف العابث اللامصداق لمنطوق الآية القرآنية الكريمة , ومضامينها , وتشريعاتها , ومفاهيمها .

وتعس الحياة حياتكم أنتم يا أوغاد محرفون منحرفون , وأنها حياة الشقاء والذل , والعار والشنار ,  والمهانة والإحتقار , في مقاييس الله سبحانه وتعالى .

 وتظنون أنكم الفائزون الرابحون ... ???

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك