مازن البعيجي||
بعيداً عن الفقه وكثرة أعذاره فيما يخص القيادة السياسية التي عليها قطب رحى دوران المقاومة والجهاد في العالم الإسلامي وتحقق في إيران الإسلامية بلا منازع ونظير .
ولنأخذ فقط المنهج التجريبي ونسقطه على تجربة دولة الفقيه ولنرى ماذا تحقق؟ وهل هذا هو المطلوب؟ أم المطلوب هو أسلام التطبيع والخنوع بحجة التطبيع والسلام مع إسرائيل يحقق العيش الرغيد؟ وهل العيش الرغيد هو مطلب إلهي ونهج رسالي أم هذه خلل عقائدي ونظرة جاهل؟!
القتال والجهاد ورد في القرآن الكريم ولا سبيل لنكرانهُ أو التخلص منهم وهو باق ما بقيت الدنيا وبقاء صراع الحق والباطل!
( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة ١٩٠.
( الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) النساء ٧٦ .
ولا نهاية لصراع الحق والباطل فكلاهما مستمران الى ان يرث الله الارض فيسود الحق بلا منافسة الباطل الذي ستضعف جبهتهُ وقبل تلك الدولة المهدوية كل يوم يحتدم ويكون أشرس من اليوم الذي قبله ولا عذر لأحد بأن الحق والباطل هو من صنائعنا بل هو موجود مع وجود الأنسان وهذا الاختلاف ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة ٤٢ .
وبعد أن أسفرت بعض أو أغلب أو حتى كل الدول العربية والاسلامية عن قناعتها في التطبيع العلني والذي كنا نخجل منه ونستحي قبل سنين لأنه ضرورة من ضروريات المسلمين أي العداء لإسرائيل فهو وارد في كل كتبهم القيمة سواء في القرآن القول الفصل أو في السير ولعل ما ورد في كتب السنة تحت عنوان أخراج اليهود من الجزيرة العربية يكفي لأن يجعل من سنة الخليج والعالم محاربين شرعيين ضد هذا الكيان الغاصب لأرض هي سنية وأهلها سنة مقاومون .
لكن عندما يبتعد الدين عن النهج الحسيني والذي نحن الشيعة نسميه الأسلام المحمدي الاصيل الحسيني لأن خير من جسد الأسلام المقاوم هو أبو عبد الله الحسين عليه السلام يوم رفض أن يلي الأسلام وأمرة المؤمنين فاسق وشارب للخمر! فكيف بمثل اسرائيل إذا وطموح الدولة العميقة الصهيونية؟!
إذا حكم التجربة الإيرانية الإسلامية منذ اكثر من اربعين عاماً وهي كل يوم بنصر جديد مع كل إمكانيات الدول العظمى والمستكبرة وبأشراف مثل أمريكا ولم يتحقق شيء وبقيت الثورة الإسلامية الإيرانية تتمدد وتتوسع وتخلق محور كبير ومقتدر على تغير المعادلات أمتد هلالاً مؤثراً اقليمياً ودولياً .
ومن هنا أفرز اليوم معسكرين مع أسرائيل وضد إسرائيل وعلينا أن نحدد أي أسلام هو الذي يمثل نهج القرآن المقاوم ونختار أحد المعسكرين ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) القيامة ١٤ ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..