مازن البعيجي ||
من يعرف تاريخ السياسة الأمريكية سيعرف أنها دائماً أهون شيء عندها تضحي به هم العملاء كباراً كانوا أو صغاراً ، وكل له صفقة تليق به وفق حسابات دقيقة لها مؤسسات تديرها .
ومنطقها مع الجبناء والخانعين والخاضعين لأرادتها هو الحلب دائما سواء مال أو مواقف أو تبني بالنيابة عنها أي معظلة تواجهها ، وهذا ما حصل عندما هدد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الفصائل والحش١١١د وطالب من الحكومة العراقية التدخل أو أغلاق السفارة والهجوم على مقرات الفصائل! وهذا التصرف غاية في الغرابة إذا كانت أمريكا متأكدة فلماذا لم تضرب المقرات دون هذا التهديد والوعيد وخبر غلق السفارة وتهديد الحكومة العراقية واللجوء الى بعض الأطراف؟!
هذا لأنه لم تكن عندها حجة ولا دليل يستند عليه غير هذا المنطق فحاول رمي الحجارة في الظلام ، حتى قامت قيامة الفصائل ومعها الجماهير التي أعتبرت التهديد والتغريد المتوافق هو ضربة وخيانة عظمى للجهود التي قدمتها الفصائل والتي قبل كم يوم هي تمدح ويمجد بها بيان المرجعية الرشيدة والناس كرهت التهم دون مبرر ودون ضرورة وهناك من يرمي كل شيء على الحش١١١د الذي ضحى بكل شيء من أجل طرد الغرباء والظلاميين ذوي التاريخ الأسود في سوريا وغيرها .
الأمر الذي سارع من أعلان فصائل جديدة أخذت على عاتقها المقاومة والاستمرار بدل الأنكفاء والتحجم والهروب من التصريح الذي تصوره البعض نهاية العالم!
فلم يبقى غير الهروب الى الأمام والتضحية بالعملاء وجاء النفي من بومبيو يكذب به رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح خطوة غاية في الفضيحة والأحتقار! وعلى هذا نستطيع أستنتاج أمور كثيرة جداً وتصلح أن تكون صور الدم لما هي عليه دولة الأحتلال وعملائها ومن يدعمها سرا وعلنا في العراق؟!
اولا : حجم التخبط والتصريحات بين دولة عظمى ورئيس دولة يفترض هو هرم الخبر اليقين!
ثانيا : الأستدارة السريعة جدا بعد تهديد مرعب والتنازل فورا عنه يقول أنها دولة دعاية وأعلام كما هي دولتنا في بعض مفاصلها والتنصل مخزي بحق وزير خارجية أعظم دولة وهذا ما يذكرنا بكلمة للأمام الخميني العظيم قدس سره ( أمريكيا نمر من ورق ، أمركا طبل فارغ ) ولكن ما يجعلها قوية أو يقويها بالأيهام هم العملاء والمنتفعين!
ثالثا : رسالة الفصائل التي هبت ومعها الجماهير منها ما هو سائر على طريق الحسين عليه السلام يؤيدها برفع صور القادة وأعلام الحش١١١د ومنها ما هو صدر بيانات وحرك المياه الراكدة التي تصورت أمريكا أنها خلاص هي تحت سيطرة عملائها وجيشها الإلكتروني الفاشل!
رابعا : في تلك الليلة متسارعة الأحداث كسبنا معادلة جديدة وهي أن منطق القوة فقط وفقط هو لغة الحوار مع المحتل وعملائه وغير ذلك أضاعة للوقت والجهود .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..