مازن البعيجي ||
وليس الماء من يرفعهُ ذلك العطش!
بل نوع أخر تنور نيرانهُ فوارة ويقطر من دموعنا الشوق ، عطشٌ جعلَ العشاق ينظرون الشاشات وكل في روحه ألف عزاء وخطيب ينعى له منعهُ من نهر فرات سائغ شرابهُ للعاشقين الذين وقف على قارعة طريقه يزيد وحرملة وشمراً بجلباب شيعي موال ظاهراً وما أكثر المتلونيين والمنافقين وقطاع الطرق!
ثكالى يئنون البعد والغرام يحطبُ نيرانه مع كل نوطة حزن أو أهزوجة مسير أو راية تخفق! حرمان لم تتذوقهُ الشفاه طيل عهدها ، وسوط يقف على ذلك الفؤاد الرقيق يقرعهُ ومنادي في حنيا الروح آه يا حسين عاد المانعون لنا من وصال ضريحك وماء القراح! لأي جرم وجريرة لا نعلم ، هل هو عدم رضاك لا سامح الله أو هو أختبار لمحبيك ومن عاداك؟! تجمعُ عليه كل طوفان الحسرات والتناهيد والتفجع والويلات! فتكون موردهُ يوم اللقاء وكل على ظهرة عزاء وبكاء أمة يقتلها الفراق والنوح عبر الشاسعات ..
آه يا أبى الفضل وكل العام ننتظر غرفة من كفك المقطوع ووقف الزينبيات نبل بها صدى الضمأ ونرجع لعام أخر نتصبر ونعتصر الذكريات! هل تعلم يا مسكن روع الهاشميات أي بلاء ذلك العشق وأي ممات؟!
أيها الطريق إلا تشعر بوحشتنا وأنت ايها الموكب أما تذكرت وقفتنا ونحن أسارى الهواى والحب يصفعنا ، له الويل والثبور والنار مثواه من شارك بما يزيد لنا عطشا فقط شطآن الحسين تشبعنا ..
( إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) الشعراء ٢٢٧ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..