مازن البعيجي ||
مما لا شك فيه أن كل شيء يمر به الإنسان في هذه الدنيا هو محل تأمل وتفكير وبحاجة الى تفسير وغربلة للاستفادة منه! هذا مع القضايا والأمور والبسيطة والغير نوعية! فما بالك بحدث كوني وحضور كوني ولحظة استثنائية وتجمع أستثنائي ، بل أكثر من ذلك موقف تصوغه ايام وليالي فيها من الجهد والبذل والألم والسهر والدموع والشجن والحنين ورقراق روح وتأجيج مشاعر وعلاقات التشابك بها فوق كل الماديات ، رحلة عبرّ وكتب فيها العلماء والفلسفات والأقلام وشرّق وغرب فيها عقل المؤمن الشيعي العاشق لاهل البيت عليهم السلام .
المفقود هو قلوب كانت على جمر الشواء طوال عام كامل تجمع عبرات ومشاعر وأحاسيس ولوعة حتى تصل بها الى ضفاف الحسين وتطفئ تلك الجمرة التي هي جمرة العشق للحسين التي عبر عنها النبي صل الله عليه وآله وسلم ( إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (علیه السلام) حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَد ) .
المفقود هو أن تلك القلوب بقيت تحت رحمة جمار الشوق المتوهج ولا سبيل غير قطر ومطر النظر لتلك القباب التي منّ الله بها علينا كأفضل رحمة في الوجود في هذه النشأة ، نار شعرت بها مع كل من كلفني الزيارة وطلب النيابة وصوته يصرخ من حرارة ونار تضرمها .
لكن الامل بالله أن يغدق الخالق العظيم على تلك القلوب من معين الصبر ويكون جزائها زياردة عشق وغرام ووعي وبصيرة يخلص العالم وتلك المشاهد من كل العوائق والمنع!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..