مازن البعيجي||
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الاحزاب ٢٣ .
للأن لم نوفق للشهادة أي بمعنى الشطر الأول من الآية غير منطبق علينا نحن الأحياء! ولكن هناك مرحلة أخرى وهي الأنتظار ، الأنتظار الذي لابد أن يكون بمستوى الشهادة أو كل جهوزية الأستعداد لها ، بمعنى أخر أدق يجب أن يبقى الشطر الثاني قائم وهو الأنتظار لتلك الشهادة وعدم التغيير والأنقلاب وفسخ العهد بيننا وبين الله تبارك وتعالى .
لأن التبدل وتغير القناعة بالتضحية في سبيل الله تعالى يخرم شروط تلك الآية ويبعدنا عن أجوائها المشعرة بالجهوزية لأي لحظة نَفدُ الى الله الخالق العظيم ، وكوننا أُجل لنا موضوع الشهادة ولم نقضي نحبنا بعد ، إذا لابد من فهم الدور الذي يثبت معهُ الوصف ( وما بدلوا تبديلا) .
ونكمل المسيرة بتقوى الشهداء الأحياء ونعتبر البقاء هو لدور ارادنا الله لهُ وشرفنا به ، كما مثلاً حياة الشهداء القادة النموذج الذي تحقق معهُ كامل شروط الآية أُجلت لهم الشهادة ليقضوا شطراً من الجهاد وكان "العمل الثقافي والعسكري" والحفاظ على "دولة الفقيه" أبرز ما كرّمَ به الشهداء الذين تشرفوا بالانتظار دون تغيير المواقف ، وليس كالذين كان التأجيل نقمة وكارثة عليهم حيث سحرتهم الدنيا وملذاتها وتغير عندهم ذلك العهد بل غيروا معهم أمة بل اضلوها وشوشوا عليها أصل طريق الشهادة والأستعداد للتضحية فكانوا شيطان وسوس لهم حتى أخرجهم من مصداق الآية المباركة .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha