مازن البعيجي ||
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) آل عمران ١٧٨ .
بعض الناس يتكامل بالتسافل ويقطع شوطاً في نيل كل رذيلة ويحصل على جزاء الموبقات ، بل ويتوسع سلطان أذيته للغير ويصبح مركز مشعاً في الخراب وما يضيق على عباد الله تعالى .
ومنهم السياسيون والتنفيذيون الذين خرجوا عن خط الرحمة وتذليل الصعاب للناس وجعل الحياة سهلة على الفقراء والمرضى ومن لا يملكون حيلة ، مرتبة يصل لها مثل هؤلاء المخربين والغربان وادوات الشيطان ، حتى يصبح فعلهم هو القناعة المطلقة وعليها يؤسسون القرارات ، كلهُ بسبب البعد عن الدين والتقوى ومصدر الشريعة والسيرة والعلماء ، وإلا كيف تراهم يقفون مع الظالم والمحتل ويسندون السارق ومن علت ربته بالفسق والفجور ، وهذا ما يفسر لنا المنقلبون في التاريخ وهم من بيوت الرسالات والعوائل العلمية أو الفتوائية بل ومنهم كانت تصدر الشريعة!
لذلك من يلّون أمرنا اليوم بهذه العقلية المارقة عن خط الشريعة والغارقة في السوء والظلم والبعد عن التسديد الإلهي والرحمة التي طالما يطلبها ويبحث عنها من كان يكلفهُ علي أبن ابي طالب بإدارة مصر من الأمصار أو مدينة ، حين التكليف يتزلزل ويرتجف ويخاف الأخرة لأن فيه المزالق وفيه الشيطان الذي يغري ويغوي من لم يكن محصن بالتقوى والبصيرة النافذة!
( ثم اعلم يا مالك أني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور، وأن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم. وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده. فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح. فاملك هواك، وشح بنفسك عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس الانصاف منها فيما أحبت أو كرهت.
وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم )
وسوف يبزغ فجر المآسي والعوز والتقتير والحاجة بسبب هؤلاء ويتفشى الخراب ووسوء كل خلق لأنهم رعاة لهذا الطغيان مع صمت الشعب والأتباع عن هذا الذي يجري ومن يدفع الفاتورة المساكين ومن لا يجدون حيلة وعذر ولعنة الله على الظالمين!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha