المقالات

لماذا العراقية؟!


 

عبد الحسين الظالمي||

 

اعتدنا وأعتاد الشعب  والنخب العراقية  على احداث تكاد تكون اسبوعية  ،كلما استهلك حدث معين حتى نستعد لحدث اخر  تلوك به الاقلام واللسن والقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي لفترة محددة وهكذا  يختفي اثره وينسى  ونستعد للاخر  وهكذا دواليك .

قد تعمد بعض الاجهزة في بعض الدول لنهج هكذا اسلوب لتدمير او لتخدير شعب معين حتى يمكن السيطرة عليه  وتفكيك بناه الاجتماعية او لتغطية على احداث تتزامن مع هكذا  اعمال او تكون ممهده لها او قد تعمد بعض الدوائر الاستخباراتية لصناعة اعمال فنيه او ثقافية لغرض الترويج لفكرة او لمخطط معين  كما شاهدنا  من اعمال فنية من بعض القنوات  المسخرة لغزوا عقول الشباب ( مسلسل مهند ) والذي مهد لثقافة التحلل الخلقي والعلاقات  المنحرفه تمهيدا لتدمير الروابط الاجتماعية والقيمية  للمجتمع العربي والعراقي بذات وكذا مسلسل وادي الذئاب الذي روج للجريمة والمخدرات والبطوله الزائفه والخيانة.

وكذلك  المسلسل السوري (الولادة من الخاصرة) والذي رسم مسار الاحداث في السنوات التي تلت عرض هذا المسلسل  مهد الارضيه في العقل السوري لتقبل الاحداث القادمة وكذا المسلسل الاجنبي ( الهروب الكبير ) والذي جسد احداث  القاعدة وداعش في اليمن وبلاد الشام والعراق ( هروب ثمان مجرمين قتلة من سجن فوكس لاند  ثم ظهر البعض منهم قاده في اليمن وسوريا والعراق ) .

لااريد ان اربط حديث الاراكي  بهذه الاحداث من حيث المحتوى ولكن لغرض  لفت الانتباة لقضية ان التمهيد لاحداث قد يسبقها  احداث واشاعات وافكار ممهده لها  ومتجاوزه حدود الرفض  او ربما الغايه هي  خلق جو من عدم الثقة والتشكيك حتى في  عقائد الناس  ، واذا ربطنا  هذه لاحداث بعضها ببعض نجد ان هناك سيناريو واضح  .

الاحظنا في السنه الاخيرة وبعد فشل كل المشاريع السابقة في تفتيت وحدة العراقين

لاحظنا التركيز على اثارة الفتن  والصراع داخل مساحة المكون الواحد  لاحظنا التركيز على المناطق من بغداد نزولا حتى البصرة على اثارة

الفتن والاضطراب الامني وخلق اجواء عدم استقرار تمهيدا لحرب اهلية  تقضي على ما تبقى من  فتات هذا الوطن وخصوصا مناطقه  الشيعية .

فمن حوادث حرق ومظاهرات سرعان ما تم حرفها عن مسارها الحقيقي الى مسار اخر يهدف  الى تحقيق المخطط المرسوم   وقد ركز هذا المخطط هذه المرة ومن خلال ربط الاحداث والاشاعات والاحداث السياسية والاقتصادية   الى التمهيد  لتطبيق خطة  افضل الخيارات امرها (  ، تخويف تجويع . تركيع ، تطبيع ) والسلاح في كل ذلك فتنة تحرق الاخضر واليابس  ليكون المستهدف اكثر طواعية  للتركيع والرضى بالامر الواقع ( سكوت وتطبيع والرضا التام بالاحتلال)   عندما نربط تلك الاحداث ببعضها نجد ان ما يثار من مواضيع واحداث  تعزف على وتر الفتنة  بين اطياف نفس المكون  ليس باحداث صدفه او تقع بحسن نيه بل هي مخطط متكامل  يهدف الى تحقيق هدف اكبر حتى ولو لم يكن اصحاب هذه الاحداث والمنفذين لها  لا يعلمون بربط هذه الاحداث وستسخيرها لخدمة هدف اكبر  ليس بالضرورة  ان يكون المتظاهر عميل ومخطط  لهكذا احداث وليس بالضرورة ان يكون الفاسد والمرتشي  والفاشل اداريا يقصد بذلك التامر  ولكن من حيث لا يعلم هو جزء من مخطط،   وكذا بالنسبة لبعض المواضيع التي تطرح من المنابر  او الشعراء او الكتاب او المدونين  يكفي اشارة بسيطة لقدح فتيلها  خصوصا وان وسائل  الاتصال  اصبحت متيسرة جدا  والشعب اكثر قابلية على تلقي هكذا احداث  .

من هنا نقول ان ما يجري من اثارة للفتنة واذكاء فصولها انما يجري بتخطيط لحرق الوسط والجنوب وتدميره ذاتيا  . بعد تفكيك روابطه الاجتماعيه والقيميه  واثارة حالة التشكيكك في عقائده وعزله عن  عمقة الاستراتيجي ( ايران بره بره )  ثم قدح شرارة الفتنة بين صفوفه .

بعد ان اتضح المخطط  اصبح ليس غريبا ان تجند له كل الوسائل المتاحة  ومنها القنوات الفضائية التي مهدت بعض الاطراف لجعلها تحت هيمنة المخططين ، ومن هنا  نقول ان الباحث كمال الحيدري و في احسن احوال الظن  وقد حملناه على الف  محمل حسن انه قد استدرج   بعلم او بدون  علم بصفقة  او بنزوة شهرة او سوء عاقبة وكذا قناة العراقية  الى هذا الفخ المهلك للجميع  لان اشتعال الفتنة حريق يصعب السيطرة علية  وقد خالفة العراقية مبدء المهنية بنقل موضوع يثير الفتنة وهي اعرف من غيرها باثاره لكونها قناة الدولة التي تسعى في رسالتها للحفاظ على السلم الاهلي في الجنوب  وربما يمتد خارج محيطه  بفعل احداث ورياح لم تكن بالحسبان  فيتحول الى حريق يحرق اصباع ورؤوس المخططين كما حدث  في حريق داعش  الذي انقلب فيه الحريق على اثر رياح عاصفة لم يكن هبوبها في حساب المخطط  فبدل ان تحرق البيت  الكبير التي اشتعلت فيه  فقد انحسر الحريق في البيت الصغير  الذي يحتوي  على اطنان من البانزين

فخرج الحريق عن السيطرة  وخرج اهل البيت المقصود اكثر عزيمة وقوة بعد ان دفع الله ماهو اعظم  وبدل الضعف والهوان افرز الحريق قوه جباره شامخة   اصبحت شفرة حلاقة في بلعوم من خطط للحريق  يحاول القضاء عليها بشتى السبل والذرائع  لانه يحسبها   واحدة  من القلاع المهمة من قلاع هذا المكون وسورا مهما للوطن  .

(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك