المقالات

مفتاح باب الدخول للعالم السحري


 

أسعد عبد الله عبد علي ||

 

صادفتني جملة في كتاب توقفت عندها طويلا, وهي: "من لديه سيمنح المزيد, وستكون لديه وفره, ومن ليس لديه, فان ما لديه ايضا سيسلب منه", فالظاهر انها جملة لا تنسجم مع القوانين الدنيوية, وفيها حجم كبير من الظلم الذي لا يمكن تجاهله, وهي بعيدة جدا عن النظرة الاقتصادية الرائجة التي تدعو للادخار, وتعد رؤية تشاؤمية جدا! فهي تصرح بان الاغنياء سيزدادون ثراء, والفقراء سيصبح حالهم اكثر فقراً! لكن يبدو ان في الامر لغزاً يحتاج منا ان نفتش عن مفتاحه لنفهم القصد.

مفتاح السر يتشكل بكلمة واحدة وهي الامتنان والشكر على النعمة.. نعم لا تتعجب ايها القارئ انها كلمة السر لعالم سحري.

القران الكريم يوضح هذه القاعدة السحرية للحياة, وهي قاعدة الشكر على النعمة, والتي يتبعها زيادة غير محسوبة في العطاء, حيث تقول الآية: (( واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم, ولئن كفرتم ان عذابي لشديد)) – سورة ابراهيم الآية 7 – فاذا طبقت هذه القاعدة ستجد العطاء اللامحدود, فمن يشكر الله على النعمة بالفعل وليس بالقول فقط يجد المزيد, والاهم الايمان بالفكرة, ومن يرفض مبدأ العطاء مما في يديه حتى لو كان قليلا سيجد ايام صعبة جدا, ان الآية تجسيد رائع لقانون الجذب.

يمكن القول ان النوايا طاقة حقيقية, ممكن جدا ان تكون ايجابية, وممكن ان تكون سلبية!

فاذا فكرت على هذا النحو: "انا لا احب عملي", او " انا لا احصل الا على القليل من المال", او "لن استطيع تسديد ديوني", او " اشعر اني سأصاب بالمرض", او "لا احد يحترمني او يقدرني", او "حياتي مليئة بالفوضى", او " زواجي كارثة ولن يستمر", فهذه الافكار عندما ترتكز في النفس فهي تتحول لطاقة تجذب لها واقعها الخطير على الانسان, كأنه تمنى امنية سيئة, وستتحقق له لأنه اطلقها وامن بها, فجذبت له كل ما تمنى واكثر.

بالمقابل فقط لو عكس الامنيات والافكار بنحو ايجابي, فان الحياة ستزهر وتأتي ثمار تلك الامنيات والافكار.

فاذا فكرت بنحو الامتنان لما بين يديك مثلا: "انا احب عملي", و" انا  احصل على المال المناسب وسيزداد", او "سوف استطيع تسديد ديوني", او " اشعر اني بصحة وعافية ممتازة", او " الكل يحترمني ويقدرني", او "حياتي ستكون اجمل", او " زواجي افضل شيء حصل لي", او "سيكون يومي جميلا", فهذه الافكار عندما ترتكز في النفس ستخلق طاقة ايجابية تجذب اليها الامور الايجابية المحببة وفي ازدياد, وكلما تعمق الايمان بتلك الافكار, كلما كان لديك المزيد من الامتنان الحقيقي فانك تجذب الكثير اليك.

وقد جاء حديث الرسول الاعظم منهجا للمسلمين ولكل الامم, للعيش بسعادة, ونص الحديث النبوي الشريف: " ما انعم الله على عبد نعمة فحمد الله عليها, الا كان الحمد افضل من تلك النعمة".

حدثني صديقي ابو سامر عن تغير حياته فقال: كما تذكر كنت غارق في الديون والمشاكل, بسبب افكاري التشاؤمية التي تكاد تخنقني, لكن قررت ان اعمل بنصيحتك بان افكر بالأشياء الجميلة فقط, وان اؤمن بها وقرب تحققها, وما هي الا ايام الا وبدأت اشعر بمقدار التغير الذي سرى في حياتي رويدا ريدا, الى ان تحولت الى شخص ناجح وسعيد, بنعمة الايمان بالأفكار الايجابية.

اخيراً...ها انا اعطيك المدخل للعالم السحري, وكما يقول الفيلسوف الصيني لاو تسو : "انه اذا ما ابتهجت بالأشياء كما هي, فانك ستملك العالم كله".

 

اسعد عبدالله عبدعلي 

assad_assa@gmail.com 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك