مازن البعيجي ||
ثمة بشر ترفعوا عنها - الدنيا - وعاشوا فيها حقاً ضيوف طارئين حتى لم يخرجوا في مضيف من نزلوا كل ما في حقائبهم ، بل القدر الذي تسمح به الحاجة ونوع قصر سفرتهم . قدرةٌ وهمةٌ عاليةُ بعدم التعلق عندهم ، مع ما يرون من ركض ، وجري ، وتسابق من اقرانهم ، بل وتحارب ، وتحاسد وشأن غير شأنهمُ!
نعرف طبعاً من قال لهم وأخبرهم وغير لهم المزاج ، مؤثر لم يلتفت لهُ الكثير إلا هم ، هم حين فتحوا لغز الاحجية وباسورد سعادة ما فهموا ، ولو سألت من هم؟ هم الشهداء ، والمؤمنين ، والاتقياء ، حين الله صدقوا ولأجله كل فضيلة وخلق كريم أتوا .
( فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) آل عمران ١٧٠ .
هذه آية مما أغرتهم وغيرتهم عنا فصرنا مصداق آية ينطبق ، وضد لها يبتعد ، فقضوا وطراً من جاهد ومراقبة للروح والقلب والأنفس تزاحمهم ، حتى البعض منهم يرى كل ما يجري له بأي إتجاه يراه خيراً صغيراً كان أو كبيراً ألم به فأسس شعاراً ( يقيناً كلهُ خير ) قول فيه ألف فلسفة وفلسفة تخبر عن عمق من دين الله وما فهموا ..
ونحن آه نحنوا خسرنا كل شيء ، كل شيء حتى صرنا نرى نعوش تحملها ملائكة تطوف بها المراقد ، وعلى رؤوس حملت من العشق ما يؤلهم ، لأنها لا شيء فيها بوعد قالها خالقها والخبير فيها ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل ٩٦ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha