عبد الحسين الظالمي ||
منذ الربيع العربي والى اليوم والجميع يرى مخطط رهيب ينفذ باصرار كبير على تحقيق نجاحه ، ربما كان اوسع مما نتصور وهو كذلك
فكل الدول العربية كانت مرشحة لتكون ارضية لهذا المخطط ، رغم اننا نرى ان هذا المخطط ركز على الدول التي لم تركب سفينة القطب الاوحد
او لازالت متردده لذلك عصفت بها رياح الاضطرابات والفوضى بدءا من العراق وسوريا ولبنان واليمن. مرورا بمصر وتونس. ودول المغرب العربي .ولكنه لم يستثني الدول الاخرى بالضغط ولابتزاز اما لسكوت او لدفع الديه ونفقات المشروع رغم انها على متن السفينة .
بعد تطور احداث هذا المخطط وبعض التطمينات من بعض الدول لانها سوف تركب السفينة عاجلا ام اجلا تم التركيز على اربع دول هي العراق ولبنان واليمن وسوريا .
طبعا هدف المخطط يعتمد على سياسة تمزيق هذه الدول وتفتيت وحدتها والقضاء على مقوماتها كادول
لذلك نراه ركز على الدول التي هي اكثر استعداد
جيوسياسي لنجاح هذا المخطط، وخصوصا التي لها علاقة بايران. العدو اللدود والند الصامد ضد سياسة الهيمنة وخصوصا هيمنة القطب الواحد ( امريكا واعوانها ) لذلك استماتت امريكا على انجاح هذا المخطط في هذه الدول رغم بروز بوادر فشله ، ففي سوريا جرى اصرار عجيب على تنفيذ هذا المخطط رغم حجم الخسائر الكبيرة لكل اطراف المخطط
ورغم الخسائر البشرية التي لم يتخيل احد ان تحدث في القرن الواحد والعشرين. ورغم المأسي التي تحدث يوميا في سوريا او حتى في الدول التي تعاني من كثرة مشاكل المهاجرين ورغم ذلك هناك اصرار بين طرفي النزاع على الصمود امام المخطط من جهه وصرار من الاطراف الاخرى على انجاح المخطط ولكون سوريا بلد الصد الاول امام الطفل المدلل الامريكي في المنطقه ( سرائيل )لذلك تم التركيز عليها بحجة النظام والسلاح الكيماوي وهي نفس حجة امريكا في تدمير العراق .
فيما تم تنفيذ نفس المخطط وبنفس طريقة الاصرار في اليمن لتطمين الحليف الاخر ( السعودية ) وهكذا جرى تركيز عجيب على هاتين الدولتين ولولا صمود الدولتين رغم حجم الخسائر الكبيره جدا في سوريا واليمن حتى يكاد المراقب ان يحكم بنجاح المخطط في تفتيت قوة هاتين الدولتين ( سوريا واليمن ) لان هذه الدول سوف تبقى تداوي جراحها لسنوات عديدة .
وما الدولتان التي لازال المخطط بين مد وجزر ويحاول المنفذين تحقيق نسب نجاح فيه والتي تحققت نسب منها فعلا ولكن هذه الدول لازالت صامده هي (العراق والبنان ) لذلك نرى ان امريكا وحلفائها
يضغطون بكل السبل المتاحة في سبيل نجاح المخطط في هذه الدول ويرون انه لازالت الارضية متوفرة. ولكن الواقع في هاتين الدولتين رغم مرارته وما يعني منه الشعبين يشير الى فشل هذا المشروع .
فلقد فشلت سياسة الاضطرابات وتحريك الشارع ولازالت سياسة الحصار الاقتصادي
الذي اصبح اداة لتحريك الشارع والتي هي ايضا لازالت غير قادر على تحقيق المطلوب لذلك يمكن القول. ان فشل المخطط في هذه الدول هو الاقرب من نجاحه رغم ما تعاني هذه الدول من ويلات نتيجة هذا المخطط
ولازال المخطط قائم وسوف يبقى حتى قبول هذه الدول الصعود الى سفينة التطبيع او اعطاء وعد بذلك رغم استبعاد ذلك لوجود عناصر قوة لدى هذين الشعبين يصعب تمرير المخطط عليهم سوى بالحرب الاهلية كما يحدث في سوريا واليمن او من خلال مخطط الاسقاط وتبديل الحكومات .
نعم نجح المخطط في سوريا واليمن نجاح نسبي اذ دمر امكانات هذه الدول ونسيجها الاجتماعي والجغرافي. ودمر بناها التحتية
وقد فشل فشل نسبي في العراق ولبنان ولازل محاولا بكل الجهود فيما فشل فشلا كبيرا في ايران لذلك لجىء الى مخطط التجويع والاغتيال .
يبقى الفشل الحقيقي واضحا هو فشل راعي المشروع ومنفذه الحزب الجمهوري عندما خسر مرشحه للبقاء في دفة الحكم في البيت الابيض وبالتالي خسر المخطط شخصية تنسجم والفوضى التي يعتمدها المخطط اذا انتقلت الفوضى وكادت ان تحرق اصابع المخططين في عقر دارهم .
وذلك درس بليغ على الشعوب ان تفهمه وتعيه .
https://telegram.me/buratha