مازن البعيجي ||
هناك فكرة ونظرية تعلل تأخر نزول الوحي لأربعين عام على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وتقول حتى يؤسس "للصدق والأمانة" التي كانت ضرورية جداً ، وفعلاً عاش بين مشركي قريش وكل عالم الجزيرة الغير مرتبط بالنظم والقيم السماوية ليؤسس في النفوس نظريته التي كانت جذب الأرواح نحو سلوك تراه الفطرة وقتها شيء يفتقر لها أكابر رؤساء الأموال والتجار وسدنة مكة وساداتها .
لينتشر صيته ويذاع حكاية تتكلم بها حارات وبيوت مكة وهي تلهج به وبما تقوله صفاته العظيمة بالصدق والأمانة حتى لقب "الصادق الأمين" رأس مال العمل الرسالي وروح القيادة وسويداء عمقها ، ليقول عنه حتى من تضرر من إعلان محمد للدعوة ذات الكلمة ما عرفنا عنه كذبة ولا خيانة ، بل أصبح بنگ توضع عنده الودائع والامانات لنزاهته وصدقه والوفاء وهكذا جلس على عرش القلوب يتحكم فيها حيث يريد ويشاء من خلال تلك الخصال العظيمة ..
وهذا ما لم نجد لهُ نظير أو شبيه لا من قريب ولا بعيد في السياسة العراقية خاصة ومظهرها الأنتماء للدين والعقيدة الأمر الذي سبب صدمة مروعة حين شاهد الفقراء والمساكين والمستضعفين أهل الشعارات يركبون المثمنات من السيارات والحياة المرفهة والبذخ والصرف والسفر والبيوت التي تحكي قصة حكاية كان نفس هؤلاء ينكرونها على مثل صدام والبعث!
لتهمل أمة في الجنوب والوسط أمة من الشباب والشابات ممن حاجاتهم كثيرة وملحة وهم يرون من يقف أمام من يحول في تطبيقها ، حملة الشعارات الفارغة من المضمون ، ليفسح المجال الى دخول كل الشر المطلق على نحر تلك الأمة المصدومة بقاداتها الطارئين والذين لا هم لهم إلا الشهوات ولو على حساب الفقراء وأمة البؤساء والمنحورين في زمن وآن!
فأي شيء يبقى مع مصادرة العقل بالتجويع والخداع والضحك على الذقون وتسفيه احلام الخلق ، الخلق الذين يبحثون عن لقمة خبز بكرامة وقليل عناء! لكنها الكروش الشرهة والنفوس الواطية والمتحكم بها الشيطان هي من منعت التعليم والرفاه والعيش الكريم بعكس كل شعارات السماء والأخلاق والمثل والمبادئ ، ولعل ما زاد الطين بلة عندما صدر ذلك ممن تراه الناس بعين القداسة والزهد والتواضع قبل حلول الأختبار والسقوط الذي اسقط منظومة التعقل والتروي مع دوائر خطرة متمكنة تبحث عن ثغرة في جدار الكذابين من المتصدين!!!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha