مازن البعيجي ||
كثيرون هم من يعيشون بلا مبدأ ولا نهج قيم مقاوم ولا تصرف وفق اصل الفطرة النقية ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) الروم ٣٠ . وفضلوا التلوث الروحي والنفسي والجسدي ، لاخماد تلك الفطرة التي لو تركت وحالها لاخذت الإنسان إلى كل جمال خلاب وساحر .
بعد أن غاب عنهم جمال ذلك النهج الفطري النقي والذي رسمهُ خالق الكون والمطلع على ما ينفعنا ويخلصنا من الآلام والأسقام والحزن والقلق وغيره ( عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ ) حياة مملوءة بنعم الله تعالى وراحة الضمير الذي طالما يصدر قوانين تعذب الروح ويشل حركته مخلفا حالة من الفوضى وضنك العيش السالب لكل ألق الحياة!
من هنا ضرورة الاعتماد على نهج مقاوم يصبح بعد تبنيه درع واقي ليلف الإنسان ويغلف روحه من ان تقع ضحية في فخ الهوى والاستدراج وتكون من مصاديق الآية ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه ١٢٤ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..