مازن البعيجي ||
التقوى ذلك المفهوم والدرع والحصانة التي وردت مؤكداً عليها في القرآن الكريم وكذلك سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وكلمات المعصومين عليهم السلام .
( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الاعراف ٢٦ .
فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَمَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ .
حالة من المعرفة ، واليقين ، والتصديق تمنع الإنسان من ارتكاب ما يخالفها وينزعها عن روح الإنسان ، حتى تصبح طبيعة ثابتة ودائمة في كل تعاملات الإنسان والمكلف ، فتفتح له تلك الحالة - التقوى - ابواباً من التوفيق والرحمة والفيض يتطور معه كل شيء قلبه والروح وتتسع له أفق التفكير الأيجابي الرصين والمسدد ، أو قل يصبح مبصراً يرى الأمور ببصيرة ثاقبة تقترب من التأييد والتسديد ودقة التشخيص ، ليصل الى مرحلة عشق التقوى ووحشة مغادرتها بعد التلذذ الذي استذوقهُ منها .
فالتقوى نوع عيش لمن صبر على الطريق المؤدي إليها وتحمل الصعاب التي تقف قبل محطة التقوى ، عيشٌ التنازل عنه أمره صعب لعدم قدرة الإنسان بالغالب على استبداله بالادنى منه وهو ضد التقوى والعياذ بالله تعالى .
( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) الحجر ٤٥ .
فلو مكنّاها منا حتى تخترق منظومتنا الفكرية ، والثقافية ، والروحية ، والايمانية لما احتجنا الى شيء قط أو تحسرت نفوسنا وهي المناخ للطمأنينة والهدوء والرضا ، ومعها لم نعود نعاني من ضيق الأفق ، والحسد ، والبغض ، وتمني زوال النعم من الغير وغيرها ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha