سامي جواد كاظم ||
عندما يمتلك رجال التاريخ الاسود السطوة على من علمهم معنى الحياة فانهم لا يتركون اي اثر لاصحاب التاريخ الابيض لانه يذكرهم بماضيهم الاجرامي ، والتاريخ لا يمكن ان يلغى لذا تجد رجال الغرب لا يهداون ولا يمتنعون من النيل من العالم الاسلامي بكل الوسائل الهمجية التي توارثوها من قادتهم في الحروب الصليبية ، رجال الغرب هم الحكومات ومخابراتها ومن يسير بركبهم اما الشعوب فهي غير معنية في كلامنا وهم بشر مثلنا .
والمؤسف ان اصحاب العقول الساذجة من العرب والمسلمين الذين ينظرون بانبهار للتطور في الغرب وينكلون بحالهم ودائما نسمع منهم العبارات الشاذة مثلا اركبوا الجمل واتركوا السيارات عيشوا في التخلف والغرب يتطور وغيرها من عبارات قادحة ( صدق من قال ان طعنات المعارف تؤذي اكثر لانها تاتي من مسافة قريبة) ، هذه الافكار الخبيثة هي وجه اخر للحروب الصليبية التي اجرمت بحق البشرية جمعاء واليوم يعتذرون عن اجرامهم في تلك الحروب لكل الشعوب الا الشعب المسلم لم يعتذروا له وتباكوا كثيرا على اليهود .
ان الجرائم التي اقترفها المسيحيون في الحروب الصليبية تفوق ما فعله داعش في العراق وسوريا وغيرها من الدول كانوا يقومون بقتل المسلم وشويه ومن ثم اكله ، وفي بعض الحالات يشونوه على النار وهو حي ومن ثم ياكلونه، كانوا ياكلون الاطفال ، كتب المؤرخ (راوول دين كاين ): " عمل جماعتنا على سلق الوثنيين يقصد المسلمين البالغين في الطناجر، وثبتوا الأطفال على الأسياخ والتهموها مشوية " ويكتب المؤرخ (البيرديكس): " لم تتورع جماعتنا عن أن تأكل الأتراك والمسلمين فحسب وإنما الكلاب أيضا ويكتب (الأنويم): بعضهم الآخر قطع لحم الجثث قطعاً وطبخها كي يأكلها..وأخيرا في رسالة رسمية جداً كتبت للبابا (مجاعة رهيبة أوقعت الجيش في (المعرة) ووضعته في الضرورة الجائرة ليتغذى
من جثث المسلمين ). ويذكر المؤلف الفرنسي معقباً على تلك الشهادات: " في الإسلام برمته سيزرع هذا المشهد الخوف ويؤدي بعدد من المدن العربية إلى الاستسلام دون قتال مع وصول الفرنجة" .
استطاعوا من تكوين صورة بذيئة لدى الشعوب الاوربية بان العرب المسلمين همج ورعاع ولا يستحقون ما لديهم من خيرات ساعدهم على ذلك اغبيا ء وعملاء العرب ، جورج بوش الابن عندما اعتدى على افغانستان خرج مبتهجا قائلا عادت الحروب الصليبية ، هذه الحروب الهمجية وقام الدواعش وقبلهم القاعدة باحياء تاريخ الاجرام الصليبي ، جورج بوش هو حفيد جورج بوش الجد الحاقد على الاسلام والمسلمين فان جده (1796 ـ 1859 ) واعظ لإحدى الكنائس (إنديانا بوليس ) وأستاذ في اللغة العربية والآداب الشرقية في جامعة نيويورك - والذي يصف في كتاب له صدر سنة 1830 العرب والمسلمين بأنهم أعراق منحطة وحشرات وجرذان وأفاع، هذا الكتاب منع الازهر من تداوله لانه يسيء للمسلمين (محمد صلاح جريدة الحياة المصرية 13/12/2004 ) فلا غرابة عندما قال بوش ان الحروب الصليبية عادت ومن لم يكن معنا فهو علينا هذه هي ثقافتهم الحقيقية .
فرقوا بين البشر واختلقوا العرقية وجعلوا عرقهم هو الافضل على البشرية والاغبياء من ابناء ملتنا يتغنون بهم وهم لا قيمة لهم عندهم ، القوات الامريكية قتلت ابرياء في افغانستان وهم في حفل زفاف فعوضتهم امريكا 200 دولار عن كل ضحية افغاني بينما اخذوا 10 مليون دولار عن كل ضحية في طائرة لوكربي والان يطالبون 20 مليون دولار عن كل ضحية في احداث سبتمبر ، وتتذكرون الصهاينة مثلا في عملية تبادل الاسرى عن كل اسير صهيوني 400 او اكثر عربي ، وتذكرون حادثة جورج فلويد الاسود الذي قتله شرطي ابيض فقد اطلق سراح الشرطي بكفالة مليون دولار ( لا اعلم من دفعها وتكفله ) واخير تم تبرئة ساحة الشرطي .
اصابهم الحقد على الحضارة الاسلامية عندما كانوا يغطون في الجهل والجريمة والظلم وما راوه في الاندلس من حضارة ورقي اسلامي ادت بهم الى شن حروب صليبية حاقدة على المسلمين واليوم اغلب مفكريهم ينتقدون ويستنكرون الجرائم التي قاموا بها في تلك الحروب .
الاسلام بنى الانسان حتى ينطلق في علوم الحياة فكيف يبنى الانسان والغرب يسلط عملاء مجرمين عليهم ، ومما زاد في محنة الاسلام سوء الادارة العثمانية للمسلمين وتفرقتها بين المذاهب وجهلها في اقحام نفسها في الحرب العالمية الاولى ونتيجتها تفكك الدول الاسلامية واعتبرت غنائم لهم وافضل فرصة لسرقة اثار المسلمين وتدمير حضارتهم .
انصح بقراءة كتاب مسخُ الصورة سرقة وتحريف تراث الامة / جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية
يتبع
https://telegram.me/buratha