المقالات

اللواء والمهندس رمزاً للتضحية والوفاء 


  مالك العظماوي ||   الشجاعة ليست القوة البدنية وحدها، وإنما هي قوة الموقف الواضحة من الأحداث ليتبين من خلالها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وخصوصاً في المواقف الصعبة منها، حيث يعرف العدو من الصديق والصادق من المنافق والشجاع من المتخاذل. كما أن هناك من المواقف التي تظهر فيها الشجاعة جليا، عندما يخذلك من كنت تعتقد أنه أقرب الناس اليك، ومن ثم تنكشف لك حقائق الأمور لتجد شخصاً مستعدا أن يضحي بنفسه لأجلك وهذه قمة الشجاعة والإباء. فعندما وصلت طلائع التنظيم الوهابي على مشارف بغداد، وهرب من هرب وصمت الجميع (وبلغت القلوبَ الحناجر) ودب اليأس في النفوس، َاشرأبت أعناق الطامعين لكسب مغانهم، وتذلل الاذلاء بمن جاءوا من خلف الحدود ليكسبوا منصبا أو يحافظوا على حياتهم على أقل تقدير، عندئذ إنبرى أسد من ذرية أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ليعيد الحياة في نفوس الخائفين، ويلجم أفواه المرجفين، ويكسر شوكة المنافقين بكلمة واحدة، وجاء صوت السيستاني الهادر بكلمة - الجهاد - ليهب الجميع شبابا وكهولا وشيوخا وفتيانا يلبون دعوة الداعي للنفير العام من أجل الأرض والعِرض والأهل والمقدسات ..  ولكن، هذه الجموع تحتاج إلى آلة وعدة، فالتفت العراقيون صوب أعراب السعودية فوجودوا طوابير من الانتحاريين والمدججين بآلات الموت متجهين نحو العراق، ثم أطالوا النظر صوب الإمارات فوجدوا الأموال تعبأ بأكياس القمامة وترسل إلى كل من يقف مع التنظيم المجرم، وكذلك فعلت الكويت وقطر والبحرين وكل دويلات الخليج. التفتوا صوب الأردن فوجدوا زرقاويهم يعد العدة ليعود من جديد كما وجدوا في عاصمة الأردن رقصا ومدحا لديكتاتور العراق (جرذ الحفرة) والشتم والسب بأبناء العراق، ثم إنتخوا بأبناء فلسطين الذين لم يبخل العراقيون يوما في نصرتهم ومساعدتهم وإذا بهم يرسلون انتحارييهم لنا بدلا من إرسالهم إلى تحرير القدس.  بعد ذلك التفت العراقيون نحو الجارة المسلمة - تركيا - وإذا بهم يسفرون الانتحاريين والقتلة وبجوازات رسمية ليقتلوا أحلامنا بحقدهم الدفين، وهم بخيبة الأمل هذه والذهول من هذه المواقف المشينة لحكام الدويلات العربية، والحيرة بانت على الوجوه، واليأس داهم النفوس، وبدأ الدفاع ولصد العدو بما هو متيسر لدى الرجال، وإذا بفارس من جهة الشرق قد أقبل، إبتسامته غطت المشرق كله، ونظراته تمنح الأمل للجميع وإصراره يهد الجبال، له بأس كأبي الفضل العباس، وبين جنباته حبٍ لأرض العراق وأهلها، شجاعته علوية وتضحيته حسينية، انه اللواء قاسم سليماني إذ أقبل مناديا: [يقيناً كله خير] ، يسير وقوافل التموين تسير خلفه، والأسلحة والعتاد سبقت وصوله، واستقبله الرجال وعانقه العراق واحتضنه صديقه وتوأم روحه (جمال العراق ومهندسه) وتعانقا حتى سقطا على الأرض، ثم قال اللواء للمهندس: [لن أسمح بسقوط بغداد، وهذا عهد عليّ]. وكان له ما أراد، وبقيت بغداد شامخة، وتم دحر الغرباء وطردهم خارج الحدود، وخابت ظنون الأعداء، وتم إفشال مخططاتهم، وفشلوا في المنازلة أمام اللواء والمهندس، وانتصر العراق وإمتلأ الأعداء غيظا، فاغتالوهما معاً، كما قاتلا معاً وتنقلا بين المؤمنين يحرضونهم على القتال معاً، ثم استشهدا معاً.  وبقي كف اللواء سليماني على أرض مطار بغداد شاهداً على الإصرار والعزيمة، وشاهدا على جبن الأعداء وخستهم وغدرهم، وستبقى هذه الكف القطيعة عنواناً لكل الشرفاء والأحرار لتثبت للأعداء قبل الأصدقاء أن القضية واحدة والمصير واحد وسنموت على أي أرض شاء الله تعالى أن نموت.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك