مازن البعيجي ||
كعادته شارع المطار يغط بالهدوء بعد منتصف الليل! وكذلك المطار في أول المساء هو الآخر بدا هادئا .وحركة الطيران سائرة على نحو أهدأ!
-فجأة تم إبلاغ برج المراقبة بقدوم طائرة من سوريا ..الرحلة رقم كذا ، والتي سوف تصل قرب منتصف الليل .
-لم يكن برج المراقبة كعادته عند سماعه الخبر إنما شعر باضطراب وعلى حال غير مستقرة في استلام الإشارات ليقوم بجولة سريعة يفتش عن السبب فلم يلحظ شيء سوى حركة مريبة لطيران أمريكي مسير لم يكن يعهدهُ في مثل هذا الوقت ولا بهذه الكثرة حيث استمرارية التحليق!في فضاء المطار!!
حاول إرسال الإشارة الى من يرتب اثر على هذا النشاط إلا أنه تفاجأ بمنعه من الإخبار عن أي شيء! فبحسب بعض ممن لهم القرار في المطار كل شيء ضمن الطبيعي! لم يقنع برج المراقبة ، وصار يركز كثيراً على مسيَّرات تحوم حول المطار بوضع استعداد يشبه التحضير لمعركة ما!!
-كان جهاز المراقبة أشرف وأكثر وفاء ممن يقودهُ! فلم يستسلم وبقي رادارهُ يدور ويبحث عن السبب حتى أُبلغ عبر استراق السمع، أن طائرة خطوط الشام عليها الجنرال قاسم سليماني ..وهنا شعر بخفقان سريع وتعثرت الترددات مما استدعى فريق فني كي يستفهم حالة الجهاز!!!
-وسبب فقدان الجهاز السيطرة على الأداء ، وهذا أول مرة يحصل الكشف عن ضيوف في الطائرة وهي لم تهبط بعد على أرض المطار !!!
مما زاده توجساً وحذراً ..وصار يركز النظر في شاشة الرادار .على أمرين مهمين هما : الطائرات المستقرة في كبد السماء ، والطائرة القادمة من سوريا . ماهي سوى لحظة وتم ابلاغ الطائرة بإذن الهبوط! لكن تفاجأ برج المراقبة بأن حركة غير طبيعية في اروقة المطار من بعض الغرف الأمنية التي ترتبط بالجانب الحكومي والأمريكي!!!
-وبذات الوقت ازدات حركة الطائرات المسيرة وتم تعزيزها باخريات وهنا أصبحت أحلل ماهو الربط بين قدوم الحاج قاسم سليماني وما تتهيأ له السماء! -حاولت إرسال إشارة من دون ان يعلم بها احد ، لكن سرعان ما وجدت أن جميع النوافذ وخطوط الإتصال تمسك بها جهة واحدة مما أكد حدسي أننا بانتظار خطب فظيع!
-فلم أجد غير منفذ واحد وهو الإتصال بالشارع الذي سوف تسير به سيارة الحاج قاسم سليماني ومن سيستقبلهُ في المطار ، هبطت الطائرة ونزل منها الحاج قاسم ، وهناك من يترصدهُ من خلال المنظار من بعض الغرف ومن بعض السيارات المركونة في المطار ، وكل شيء أصبح عند جهاز المراقبة أن كل شيء ينبئ بجريمة!
-أخبرت الشارع وقلت له هل من حيلة او إجراء سريع نحمي به هذا القائد ورفيقه القائد الآخر ؟!
-قال، وما حيلة مثلي غير أني سأكون منتظر لما يحصل ليبدأ دوري وهو احتضانهم وأني سوف انصهر معهم واهشم ارصفتي التي سوف تلامس اجسادهم!!
-لم يكف جهاز المراقبة عن التحديق حتى لوحظ عليه الإهمال في وظيفته مما استدعى توجيه عقوبة له! لكنه كان يحفظ لمثل الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس كل الود والإحترام ويعتبر وجوده عامل للأن بسببهم فهو يعرف المخطط الذي كانت تريد داعش تنفيذه لأجل أمريكا ..ومن هنا بدا خوفه على ما قد يحدث!
-بالفعل ، وعلى مسافة سبع دقائق خرجت السيارات والطائرات تلحق بها حتى اطلقت زخة من الصواريخ التي يبدو كانت مخصصة ومأخوذ لها الأذن بالضرب من جهات كثيرة عراقية وأمريكية! بدأت السيارات تنصهر ومعها الشارع يفقد اجزائه ويحاول لملمة الأجساد المقطعة واطفاء نارها المشتعلة! لكنه فوجئ ايضا بمسؤولين قد حضروا كأنهم على موعد ويعلمون بهذه المهمة فكل أخذ مهمة من يبحث عن اشياء خاصة في محيط السيارات المحترقة ومن يأخذ صورا لينزلها على المواقع!
-رجعت الى برج المراقبة وجدته يبكي بحرارة رغم أنه جماد لا احساس له إلا أن الخطب قد ابكى الحجر والحديد ولم يبكي من كان مثل سليماني والمهندس الذي حمى عرضه والاولاد والحياة!
-نكران للجميل وخيانة وجريمة وغدر لا تصدر إلا من ناقص مروءة وشرف!!
والى هذا اليوم وجهاز المراقبة والشارع الشريف يعلقان على جيدهم صور القادة وأقسم الشارع أني سأبني لهم قباباً على طول الطريق وأحدث الأجيال عن خونة بني الجلدة ومن ضاقوا ذرعاً بتقوى وغيرة الشهداء القادة التي ليس لها مثيل .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha