المقالات

 (المُثقّفون) أقربُ النّاسِ إلى الخيانةِ!

1504 2021-01-07

 

أ.د. عليّ الدّلفيّ

 

في الجوهرِ، يجبُ أنْ تكونَ (الثّقافةُ) شريفةً؛ ليسَ لأنّها روحُ البشريّةِ وخِزانُ ثروتِهَا المعرفيّةِ والأخلاقيّةِ والذّروةُ الجماليّةُ للفكرِ والعقلِ؛ بَلْ لأنّها الملاكُ الحارسُ والسّدُّ المانعُ الذي يقفُ في وجهِ القباحةِ والشّرِّ. لكنَّ مهنةَ (الثّقافةِ) قَدْ تكونُ؛ أيضًا؛ أقربَ المهنِ إلى قلّةِ الشّرفِ والغدرِ. وَقَدْ أحسنَ (لينين) حينَ وصفَ (المُثقّفينَ) بأنّهم: (أقربُ النّاسِ إلى الخيانةِ).

الإشكالُ؛ هُنَا؛ ليسَ في وجهاتِ النّظرِ المُختلفةِ، أو في سوءِ الفهمِ أوْ الإدارةِ والتّنظيمِ، ولا هو مجرّدُ صراعٍ (بشريّ/ اقتصاديّ) على السُّلطةِ والجاهِ وفتاتِ الثّروةِ حسب، بَلْ هو؛ أوّلًا وقبلَ كلِّ شيءٍ؛ مأزقٌ أخلاقيٌّ إنسانيٌّ. فالثّقافةُ؛ في جوهرِهَا؛ عمليةُ كفاحٍ مستمرٍّ لتحريرِ البشريّةِ من الظّلمِ والعبوديّةِ، بأشكالها المختلفةِ، المادّيّةِ والمعنويّةِ، والدّفاعِ عن قيمِ الإنسانِ وحقوقِهِ الفرديّةِ والجماعيّةِ الأصيلةِ والمُكتسبةِ التي تمَّ إنجازها تاريخيًّا؛ مثل: حقُّ الحياةِ والحرّيّةِ والسّكنِ والعدالةِ والكرامةِ والمساواةِ والمعرفةِ والمشاركةِ والعملِ… فأيّ ثقافةٍ تلكَ التي تقفُ مَعَ الاستبدادِ والاستكبارِ والعمالةِ والقتلِ؟!!

وَهَلْ يمكنُ للثقافةِ أنْ تكونَ (طائفيّةً)؛ أوْ (عميلةً) صهيونيّةً؛ أوْ أمريكيّةً؛ أوْ بريطانيّةً؛ ... ؟!

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك