مازن البعيجي ||
لم اخرج من وسط عائلة ذات بعد معرفي كبير أو ثقافة جهاد عميقة! بل كانت الأقدار قد وضعتني بين يدي احن اب واحن أم تخشى علينا من نسيم الهواء البارد أو الحار!
ولازلت اتذكرها كيف تدخل طوارئ حين تريد ان يستحم أحدا منا تحضر النار في كوخنا الطيني الصغير وتسد فتحات الغرفة كثيرة الثقوب حتى لا يلامس أجسادنا بعد الاستحمام الماء فنمرض وقد نموت هكذا زرع فينا حنانها الفطري والرائع وكأنها حارس قد اودع اعظم امانة ويحاول صيانتها وحمايتها .
من هناك ، شعرت برهبة الموت والخوف منه
حتى اخذتنا مدرسة الحياة وتعدد صفوفها ، ورزقنا نِعَم وعطايا على شكل اساتذة ومعلمين كانوا خير تعويض لما بقي شاغراً دهراً طويلاً ، قلبوا لنا معادلة الخوف من شيء اسمه "الموت" طبعاً ليس بليلة وضحاها ، بل مسيرة حياة طويلة ومضنية وصعبة ، ومراحلها من الألم لا تكاد تحصى! لكنها غيرت من قناعة الخوف من الموت ، الى قناعة اخرى هي ايضا الخوف من الموت ولكن من الموت الطبيعي دون رسالة ولاهدف!
أعني أن نموت بمرض أو حادث أو أي سبب اخر غير موت "الشهادة" الشهادة التي هي أمنية المعصومين عليهم السلام مع مقدماتها الحقيقية ( وقتلاً في سبيلك فوفق لنا ) ليقينية حاكمة وهو أن كل منا يوماً سينتهي له العمر ويموت سواء الموت بخروج الروح أو الموت السريري الذي قد يصبح بعض الأحيان عالة على الأهل بما فيه من ألم ومشقة!
فالشهادة في سبيل الله تعالى هي المكرمة التي ينتظرها كل مجاهد صحيح الإعتقاد بها وبمسيرها الروحاني وطريقها الإلهي المؤدي إليها وتحصيلها بعد تهيئة القناعة والعمل الذي يكون رشوة لها لتحل كمنقذ لنا يخلصنا من هاجس الحياة أو موتها البعيد عن الشهادة .
حلم أضحى يؤرق الروح كلما تقدم العمر ورق العظم وطال الإنتظار ، وقد لا يأتي ذلك الحلم الذي بدأنا بالخوف من عدم تحققه حتى صرنا نبكيه بكل قنوت أن ترجل ولكن على نمط غير طبيعي او عادي خشية فواته ولا نخرج من ذلك الدعاء الذي ورد ( وقتلا في سبيلك فوفق لنا)..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha