مازن البعيجي ||
كَثُرت عنه الحكايات ونَقْلٌ متواتر حدّ القطع في تواضعه خاصة ، هذا الجنديُّ الجنرال المهدويّ، وهو يتَّخذُ من الأخلاق بُراق الوصول والوصال، واقتحام القلوب المقفلة ليزرع فيها قناعات الإنسان المهذّب النقي الطاهر ، شخصٌ ربَّتهُ ليالٍ قمرية وتهجُّدٍ ونَوحُ مُشتاق ، لم يجد غير الليل سبيل للبوح ، يناجي به ربَّه ، ويُجلِس تلك الروح الطافحة بالغرام على قارعة طريق التسوُّلِ والتوسّل .
فنُقِلَ عنه كل منيفة وحادثة أخلاقٍ سامية تحكي قوة تواضعه وشدة مراقبته لنفسه وعدم الغفلة من تأثير الإعلام والضجيج الذي دفع الكثير للعجب والرياء والاستدراج والذنوب في نهاية المطاف!
خُلُقٌ أثبتَ المطلوب من كل مُنتَمٍ للعترة المطهرة "عليهم السلام" ، وجديرٌ بكل من ينتمي لهم لابد أن يركبَ قارب المنهج الأخلاقي العظيم .
ومن هنا تكررت الحوادث مع الحاج سليماني والتي جسّدت معاني التواضع ، تلك السّمة التي امتاز بها رجال الله، والتي لم يقدِر عليها إلا من هذَّبَ نفسه على اليقظة والحذر خشية الوقوع فريسة العجب والرياء وحب الذات!!
ولعل مانُقِلَ عن احد المجاهدين خير شاهد :
كان الحاج يوما على عجلة من أمره! فبادرتُ بفتح باب السيارة له ، امتعض وبان عليه الإستياء ، وبكل أدب ولطف، مسح على خدي سريعاً ورفع يدي من مقبض الباب قائلاً:
وهَل أنا "الشاه" لكي تفتح لي باب السيارة؟ .. لم يكن يغفل عن أبسط التفاصيل حتى في ساحة المعركة ،
وهذا ماأكده الوليّ الخامنئي المفدى بحقه بعد استشهادة بقوله : إن الحاج قاسم سليماني كان يطبّق الأحكام الشرعية في أرض المعركة ، الأمر الذي قد لا تجد له نظير إلا عند مَن امتحن الله قلبه بالصبر والإيمان والإخلاص والولاء ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha