مازن البعيجي ||
روح الله الخُميني العظيم نقطة على رأس السطر في موضوع المقاومة والجهاد ، بل هو عرّاب التصدي للمخططات الأستكبارية التي تديرها الصهيونية العالمية! كما أنه مِفصَلٌ جهاديٌ تاريخيّ ، وكلمة الفصل التي أثبتت تصدِّيَهُ في مرحلة خطيرة يوم ظهوره في ساحة الصراع عندما تمادى الطغاة والمتجبربن في قمع الحريات وتسلطهم على رقاب الشعوب المستضعفة ، سيما المسلمين وبالخصوص الشيعة من أتباع اهل البيت "عليهم السلام" في إيران والبلاد الإسلامية الذين كانوا بلا مأوى ولا كهف حصين يمنع عنهم القتل والفتك والإهانة ومصادرة الحقوق ،
مع ما كان يتمتع به هؤلاء الشيعة من منهج أصيل يضمن لهم حقوقهم ويعيد كرامتهم وأمنهم وإن اختلفت قرائته مع الكثير من المسلمين بما يتعلق بموضوع التصدي والجهاد استنادا على نهج العترة المقاوم والذي كان بحاجة الى فكر مرتبط بمنهج إلهي يتحرك على أساس يستقيم مع حاجة الشارع المستضعف ، فمَن كان أجدر من فكرٍ حرّك الشارع وخلق قاعدة عقائدية عتيدة كفكر الإمام "روح الله الخميني " المرتبط بالسماء ، من حيث التوكل على الله تعالى ، وتلك اليقظة وحصافة العقل التي فاقت بتخطيطها وتدبيرها المألوف ، فكان مؤيَّدًا في الثورة، مسددا في القيادة. واثقا من توفير الكرامة للأمة وحفظه للسيادة ضمن سياقات حدود السماء ومعايير التقوى .
إن الفكر الخميني الذي عرف الأستكبار مدى خطره وتأثيره في الساحة العالمية فضلاً عن الإسلامية ، قد شكّل له قلقاً منذ بزوغ فجره في منتصف السبعينات، لأنه يحمل كل مقومات القيادة التي تتمثل في شخصية العالِم والقائد المطلع على فنون الحرب الفكرية والثقافية والنفسية ، إضافة إلى الخبرة الفائقة في كيفية معالجة الاحداث وإدارة شؤون البلد على كل الصعد، كما تتصدر خصائص شخصية ذلك القائد : توكلهُ وثقتهُ المطلقة بالله سبحانه وتعالى وترسيخها في عقول وقلوب أتباعه وأنصاره ، تلك القاعدة المتينة التي صنع منها قوةُ صدّ عظمى، وسلاح ردعٍ لا يضاهى، وجبهة حق لا نظير لها، إنها قاعدة جماهيرية متفانية ، وشعب توّاق للعطاء والخدمة لدرجة الشهادة ، وقد عٌرِفَ هذا الشعب الخميني المخلص لمبادئه ونهجه ، المطيع لقيادته ، شعب بكل مفاصله وفئآته ، يذرفون الدموع رخيصة لتشرفهم بقبول التطوع في الدفاع عن بيضة الاسلام وعن بلادهم ، وبقناعة تامة، لدرجة أن الموت لم يعُد قتلا بقدر ماهو أمنية وأقوى سلاح في مواجهة الطغاة ، تلك الروح الطافحة صبرا وعشقا كانت سمة مشرقة على جباه ابطال الدفاع المقدس زمن الثورة الخمينية المباركة التي أطاحت بأعتى أمبراطورية شاهنشاهية .وقد تأكد ذلك العشق والعطاء أكثر زمن الحرب المفروضة على إيران مع العراق أبان الحكم البعثي البائد .
نعم ! هكذا أثمر فكر الخميني العظيم وأنجب جيلا واعيا يقظا عصيّا أبيًّا ، جيلا انتهل من منهل عرفان الخُميني العظيم وليس على صعيد شعب إيران فحسب، إنما على صعيد شعوب العالم ،سيما الإسلامية منها، وقد انتهجت نهج الخميني في سابقةِ وعيٍ أظهرها القائد روح الله والعالِم والعارف لتخلق أمة تأبى الضيم وتقاوم الشر ، وهذا ما ثبّته التاريخ مرغما بشواهده المتنوعة، أن إيران الإسلامية اليوم هي قطب رحى دوران الجهاد في سبيل الله تعالى ومؤسسها الخميني باني قلاع الثورة الإسلامية منذ فجر عام ١٩٧٩ المبارك .
ليجعل الأستكبار يفكّر بقلق في أية محاولة تتاح له بعد الإطاحة بالشاه لتعطيل وافشال تلك الثورة التي ركبت سفن الدفاع المقدس عن الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم لتصبح دولة عظمى ، والذي ما كانت تعرفه الدولة العميقة والصهيونية العالمية بقيادة أمريكا المصدومة بشخص ذلك الكهل المتقدم بالعمر!! وكيف استطاع خلق الضد النوعي المتفوق على سلاحهم ليصبح محل نظر العالم من الفخر والزهو والعنفوان؟!
لقد استماتت أمريكا بالذات واستشاطت حنقًا ، ولم تألُ جهدا للحيلولة دون استمرار بناء دولة الخميني بكامل أدواتهاالمادية والمعنوية! ولكن دون جدوى!
-فلم يبقى بعد اندلاع حرب ضروس خاسرة لثمان سنوات مع ماحشَّد لها حلفاء ومعاونين داعمين لهم بالمال والسلاح من خزائن دول الخليج العبري المطبع اليوم جهارا نهارا. حتى بدأ دور التعتيم الأعلامي المشوه للحقائق والذي مازال يلعب دورا في العراق ، مستهدفا عقول كثيرة تجهل نعمة وجود وليّ من أولياء الله تعالى، ووكيل لولي الامر الموعود ولم يكن إلا قاموسا ومرآة للشريعة التي هي احدى أسس دولة التمهيد .
ومن هنا نقول من لم يعرف -الامام الخميني ونهجه - كأنه لم يتذوق طعم الحياة بكرامة وعزة بل ولا حياة اصلا ، وقد قال الخامنئي المفدى
( لقد كنا أمواتا فأحيانا الإمام الخميني .. وكنا نحاسا فحولنا إلى ذهب .. إنه الكيمياء ذاتها .. إنه الإكسير بعينه .. !!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha