مازن البعيجي ||
الدفاع عن الدين والشريعة ، وإعلاء كلمة الله تعالى ، وإظهار الحق المتجسّد فيها ، وعن "الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم" الذي هو شعار آل محمد "عليهم السلام" هو دفاع مقدس بلا ريب ولاأشكال .
فمن يدافع إنما يدافع عن تلك الوجودات الإلهية المقدسة التي أثنى عليها القرآن الكريم مادحاً لها ومسانِداً في نشر أَبعاد قضيتها وما كُلِّفت به من قبل الله الخالق العظيم جل جلاله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الاحزاب ٣٣ .
وقد أولى القرآن إهتمامه لتلك القضية ضمن مدار فَلَكِ العصمة للانبياء والمرسلين "عليهم السلام" وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة ٦٧ .
لأن قضيتهم عادلة وترتبط بنصرة دين الله وهم الأُمناء والحفّاظ عليه من تدليس أعداء الله تعالى ، وكذلك الحال بكل من أنبرى مدافعاً عن ذلك الدين والشريعة بأي طريق شرعي يوصِل مُراد الله عن طريق الأنبياء والمرسلين والاولياء الى الناس ويرفع عنهم الجهل والظلم وتسلط الفاسدين والطغاة ،
ولعل مهمة "القلم والكتابة" في كل فنونها هي واحدة من موارد الدعوة إلى نصرة دين الله "عزوجل" وأحد مواضع الدفاع المقدس العظيمة منذ القدم وعلى مر العصور عندما كان يشكّل فنّ إنشاد الشعر والدفاع عن الحق واهله بالقصائد والاشعار حتى ورد عن أئمة الهدى الأحاديث الكثيرة جدا ( ففي عيون أخبار الرضا (ع): تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: (ما قال فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل ) .
ومن هذا المنطلق صار القلم ومايتمخض عنه من كتابات وكلام إنما هو انعكاس لعقيدة الكاتب وتوجهاته الفكرية والاخلاقية ، ودعوة الى الحقِّ واليقظة ، سيما في زمن الحرب الناعمة وحروب الدفاع المقدس عن بيضة الإسلام وثكنات الحق.
وها نحن اليوم في مرحلة التمحيص على كل الصعد بما فيها الكتابة والكتّاب، ومع تعدّد وسائل النشر الحديثة عبر تكنلوجيا العصر، فالقلم له صلاحية النشر على مستوى التغريد والمقال والقصة والشعر ومنها نستطيع تمييز الأقلام المأجورة من الاقلام الحرة المهذّبة.
ومن اليسير جدا أن يجعل الكاتب من قلمه رأس حربة للدفاع المقدس ورفع الشبهة عن الحق وإبطال قول الفاسدين واقوالهم وخداعهم للجماهير واستغلال بساطتهم ، كل ذلك من خلال كلمات وسطور لله فيها رضًا وللأمة والمجتمع نور وصلاح .
وعلى عكس ذلك لو كانت الاقلام وكتّابها أدوات ارتزاق وآليات إعانة للظالم ودعما للباطل وليس فيها رائحة للحق ، أو تلك التي تدسّ السمّ بالعسل لتصوّر للعامة أنها الحق المطلق وعلى الأمة اتباعها ، وقد نرى في عصرنا هذا من باع المبادئ والقيم من أصحاب الاقلام من أجل حقنة دولار ، فيوظّف قلمه في التشهير والسب وتزوير الحقائق مما يحطّ من مستوى قدسية القلم والكتابة الى مستوى رخيص يعكس بذلك إتجاه بوصلته الفكرية التي تسير مع تياره او حزبه او نظامه !!!
إن أمانة القلم والكلمة تجعل صاحبها الكاتب يسخّر قلمه وفكره وطاقاته في سبيل الدفاع عن الحق وهي موضع دفعي يقف فيه الله العظيم والأنبياء والعترة الطاهرة "عليهم السلام "فإذا كان بيتا من الشعر هكذا وصفه الامام عليه السلام
إذن ماذا عسانا القول بمقال كان هدفه توضيح الحقائق ودفع الناس إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى أو كشف زيف اعداء الدين والعملاء والفاسدين وتبيان حقيقة عن أمريكا او حقيقة عن دولة الفقيه التي يقف معها علماء عظام وأفذاذ كالشهيد الفيلسوف محمد باقر الصدر "قدس سره الشريف" والالاف من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم حتى أوصلتهم كلماتهم وخطبهم ومجالسهم الى المشانق دون تردد او خوف ، وهذا الأمر لا يحتاج الى مزيد تجشم عناء، واستدلال او بحث!!
فقول الحق فريضة، والدفاع عنه فريضة، وفضح الكذابين فريضة ، وفضح من يخدعون البسطاء فريضة ، لان من يفعل ويعمل على تجهيل الامة وتسطيح فكرها وخداعها بتزيين صورة أعداء الإسلام واخذهم الى نصرة العدو الحقيقي ، انما هو يقف ضد الدين والشرع ويقف ضد أهل البيت عليهم السلام لأن نصرة الله برفع الجهل عن الناس كي تعرف الحق من الباطل ومن تلك المعرفة تَعرف كيفية الدفاع عنه!
فالقلم هو السلاح الذي لايقلّ خطورة وأهمية ،فهو الأداة الوحيدة التي يمتلكها المثقف الواعي للدفاع عن الحقوق ويقف في وجه الظلم وإزاحة الستار عن الوجوه الزائفة ولايبيع الكاتب قلمه وإن مات دون ذلك!!
فهنيئا لمن وُفِّقَ في مثل هذا الزمن وهذه المرحلة ليجعل من قلمه سيف بتار يقطع به رقاب الجهل واهل الدنيا ممن يسوق الكلام ضد الحق وأدواته ، وكل منصف شريف يعرف أن اعظم ادوات الدفاع عن الحق ضد الباطل هي دولة الفقيه التي وردت في رواية المعصومين عليهم السلام بشكل واضح وصريح وقطعي وهي المثال الذي هذَّب أقلام أتباعه على الفضيلة والاستقامة في النقد والتوجيه وعدم التطاول والتراشق الاعلامي .فللقلم كلمة ،والكلمة أمانة..والتفريط بالأمانة غدر وخيانة
(والعاقبة للمتقين)
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha