أ.د علي الدلفي ||
قالَ الإرهابيُّ قرداش:
"أخذنا (٩٠٠) شابٍّ عراقيٍّ من الأنبــــارِ وذبحناهُمْ في سوريّا"!
الموضوعُ ليسَ بعيدًا عن (٤٠٠٠) آلافِ إرهابيٍّ سعوديّ في العراقِ الذي دخلوا العراقَ بعلمِ الحكومةِ السّعوديّةِ؛ إذْ إنَّ الذي قتلَ هؤلاءِ الشّبابَ الأبرياءَ هم أولئك الـ (٤٠٠٠) آلافِ إرهابيٍّ سعوديٍّ وغيرهم من الإرهابيّينَ الذين جُمِعُوا مِنْ كُلِّ حدبٍ وصوبٍ؛ لينفّذوا جرائمهم ضدَّ العراقيّينَ بتخطيطٍ دوليٍّ بلا شكٍّ؛ وتمويلٍ سعوديٍّ ومِنْ دولٍ خليجيّةٍ وعربيّةٍ وأجنبيّةٍ أخرى؛ هذا الموضوعُ ليسَ سخيفًا ولا قديمًا عند عوائلهم! كما قالَ بوقُ (السّبهان..ابن طلال)؛ فهو يتعلّقُ بمجزرةٍ جماعيّةٍ؛ عدد ضحايا (٩٠٠) شابٍّ. ولسنا ببعيدين عن عهد د.ا.عـ.ش التي لا تزال جرائمها مستمرة إلى يومنا هذا!
كانَ يجبُ أنْ يحظى التّسجيلُ الصّوتيُّ المسرّبُ (للقذافيّ ووزير خارجية عمان) هو وإعترافاتُ مسجونينَ سعوديّين داخلَ السّجونِ العراقيّةِ باهتمامٍ كبيرٍ من لدنِ الدّولةِ العراقيّةِ بِكُلِّ سلطاتها؛ والشّعبِ العراقيّ بِكُلِّ مكوناتهِ؛ لأنَّه متعلّقٌ بأرواحِ آلافِ العراقيّينَ الأبرياءِ ضحايا إرهابِ القاعدةِ ود.ا.عـ.ش!
أؤكّدُ أنَّ هذا (الموضوع) لَمْ يكنْ سخيفًا؛ إطلاقًا؛ قياسًا بما قامَ بهِ هؤلاء القتلةُ! وكلُّ عراقيٍّ شريفٍ وأصيلٍ بإمكانهِ أنْ يتصوّرَ ما قامَ بهِ هؤلاء الـ(٤٠٠٠) مِنَ المجرمينَ المُموّلينَ والمدعومينَ بحواضنَ مِنَ الدّاخلِ في بلدٍ يؤسّسُ لِكُلِّ شيءٍ فيهِ مِنْ جديدٍ؟! وهو أيضًا ليسَ قديمًا؛ إذْ لا تزالُ الدّماءُ غيرَ جافّةٍ؛ ورائحةُ الجرائمِ تملأُ العراقَ؛ ومنها: جرائمُ سبايكر ومجمّعُ اللّيث وتفجيراتُ الحلّةِ وبغدادَ؛..إلخ؛ وآخرها تفجيرُ اليوم!
يا عالَمُ! الـ(٤٠٠٠) آلافِ إرهابيٍّ سعوديٍّ وغيرهم؛ لَمْ يأتوا العراقَ قبلَ ميلادِ سيّدنا المسيحِ (عليهِ السّلامُ) أو عندَ تمصيرِ البصرةِ والكوفةِ ومِنْ بعدهما بغدادَ! لم يأتوا مع التّتارِ والمغولِ أو حتّى مَعَ المستعمرِ البريطانيّ أوائلِ القرنِ الماضي!
جرائمُ هؤلاءِ مُعلّقةٌ علىٰ جدرانِ بيوتِ العراقيّينَ في الشّوارعِ والسّاحاتِ وفي كُلِّ مكانٍ مِنَ العراقِ؛ وصورُ ضحاياهم مُعلّقةٌ علىٰ صدورِ ذويهم وفي قلوبِ أحبّتهم وفي عيونِ أيتامهم!
يا دولتنا!
يا برلماننا!
يا حكومتنا!
أيُّها القضاءُ!
غيرُ مسوّغٍ عدمُ الإهتمامِ بهذهِ الأحداثِ والأخبارِ والمعلوماتِ أبدًا!! لماذا هذا الصّمتُ؟!
فهلْ صحيحٌ أنَّ الدّمَ العراقيَّ رخيصٌ جدًّا وسخيفٌ؟!
وهلْ صحيحٌ أنَّ موضوعَ الاهتمامِ بضحايا الإرهابِ السّعوديّ أصبحَ قديمًا؛ ولا قيمةَ لَهُ؟!! وإنْ حدثَ تفجيرٌ (اليومَ) (هُنا) أو (هناك)!
فإنَّ صحَّ ذلكَ فَقَدْ صحّ أنّ رقمَ الـ(٤٠٠٠) آلافِ إرهابيٍّ سعوديٍّ سخيفٌ؛ وكلُّ جرائمِ الإرهابِ التي حدثتْ بعدَ عامِ (٢٠٠٣) قديمةٌ! وكأنّها حدثتْ في زمنِ الـ(ق.م).
اعلموا... أنَّ عمقنا الخليجيّ والعربيّ يتطلّبُ فكرًا سخيفًا وذاكرةً سمكيّةً وعقلَ شيخوخةٍ حتّى يمكنَ أنْ نتعايشَ معهُ ونتصالحَ معَ السّعوديّةِ وغيرها مِمّنْ استباحتْ دماءنا فَهَلْ يمكنكُمْ ذلكَ؟!!
ـــــــ
https://telegram.me/buratha